وأضاف سولمازتورك، وهو كبير الباحثين داخل قسم الأمن الدولي ضمن المعهد الملكي للعلاقات الدولية، في مقابلةٍ له مع وكالة "سبوتنيك" أنه وعلى الرغم من المشاركة التركية، فإن الزيارة التي سيقوم بها رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لن تغير أو تسهم حتى، في قلب موقف أنقرة بهذا الخصوص، وذلك بسبب قرب الإنتخابات البرلمانية العامة المقبلة التي ستشهدها تركيا، خلال شهر حزيران/ يونيو من هذا العام 2015.
من ناحيةٍ أخرى، أكد خلدون سولمازتورك، أن تركيا لن تتدخل في مثل هذه المشاريع الإقليمية، بالإعتماد على المساعدة التي يمكن أن يقدمها الائتلاف الدولي، لأن تركيا لا تثق بدول الإئتلاف، مثل الولايات المتحدة الأميركية، والمملكة العربية السعودية.
وتعود سياسة عدم الثقة هذه التي تتبعها أنقرة، كما أشار سولمازتورك، إلى أن معظم شرائح الشعب التركي، تتعامل تقليدياً بشيءٍ من عدم الثقة الكبيرة، باتجاه دول الغرب والعالم العربي.
والجدير بالذكر أن السلطات التركية تحاول التفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية للدخول معها بشكل اكثر فاعلية في حربها المعلنة ضد ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية. ويبرز تسليم المعارض التركي فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة الأميركية كأحد الملفات الساخنة التي تدخل ضمن عملية التفاوض، لأن جماعة غولين، حسب الأنباء الواردة من أنقرة، تعمل على الإنقلاب بشكلٍ مباشرٍ على الحكومة التركية، والتغلغل داخل سلكي القضاء والشرطة، وتدعم قيام العناصر التابعة لها باستغلال مناصبها، وقيامها بالتنصت غير المشروع على المواطنين الأتراك، مقابل أن تقوم أنقرة بتقديم بعض التسهيلات للتحالف الدولي الذي يحارب الدولة الإسلامية عبر الأراضي التركية.
كما وتجدر الإشارة إلى أن القضية الكردية، هي إحدى المسائل التي تدخل ضمن ملفات التفاوض بين تركيا والإئتلاف الدولي للقضاء على ما يعرف بالدولة الإسلامية، ذلك لأن حزب العمال الكردستاني ما زال يلعب الدور الأكبر بين الحكومة التركية والأكراد، وهو يعملُ بشكلٍ أو بآخر على تثبيط عمل الحكومة التركية في المناطق الكردية.