سبوتنيك — بغداد — نازك محمد خضير
وعلى مر السنين، لم تتوقف الحرب، بل زادت من بشاعتها وهمجيتها على يد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، الذي ترك بصمة وحشية على جبين التاريخ بتدميره ونسفه لحضارات العراق النفيسة، خلال العامين الأخيرين.
في حوار خاص مع وكالة "سبوتنيك" الروسية، يحدثنا وزير السياحة العراقي، عادل شرشاب، عن هذا التدمير المتعمد لكنوز العراق التاريخية، ما بين دخول القوات الأمريكية للبلاد، وصولاً إلى عيث تنظيم "داعش" المتقهقر حالياً تحت ضربات أبناء الشعب. فإلى ذلك الحوار:
"سبوتنيك": ما الذي فقدناه منذ الاحتلال الأمريكي وصولا إلى العبث الداعشي بتاريخ العراق وحضارته وإرثه الإنساني؟
عادل شرشاب: فقد العراق أكثر من 150 ألف قطعة أثرية سرقت من المتحف العراقي عام 2003، إضافة إلى ما خلفته الهجمة الشرسة للحفر غير المشروع على المواقع الأثرية التي كان من نتائجها تخريب تلك المواقع وسرقة ما تحتويه من قطع نفيسة. ولم يتمكن العراق من استرجاع سوى 4300 قطعة أثرية فقط منذ الغزو الأمريكي له في 2003.
واليوم جاء تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) الإرهابي مستكملا المسيرة، وأقدم على سرقة وتدمير ونسف وتفجير الكثير من المواقع الأثرية والتراثية والمخطوطات في المناطق الواقعة تحت سيطرته.
"سبوتنيك": ما هي القرارات الدولية التي حصل العراق عليها لإنقاذ الآثار واستعادة ما هُرب منها؟
عادل شرشاب: تمكن عدد من المنظمات الحكومية، بعد وقوع المواقع الأثرية بيد تنظيم "داعش" في المحافظات التي فرض سيطرته عليها، من دفع مجلس الأمن الدولي، أخيراً إلى إصدار قرار دولي تحت رقم (2199) لعام 2015، والذي نص على تجريم بيع آثار ونفط العراق من قبل تنظيم "داعش". وكان قرار لمجلس الأمن الدولي صدر عام 2003، بعد سقوط النظام السابق ودخول القوات الأمريكية، ونصّ على إعادة الآثار العراقية المسروقة.
"سبوتنيك": هل نُقلت الآثار الصغيرة من متحف الموصل، قبل سقوط نينوى إلى المتحف العراقي؟ وهل ما دمره التنظيم الإرهابي، نسخ مزيفة؟
عادل شرشاب: متحف الموصل كان يضم قطعاً أثرية كثيرة كبيرة وصغيرة، ولم يتم نقل أي قطعة منها إلى المتحف العراقي في بغداد، فجميع الآثار التي حطمها تنظيم "داعش"، في متحف الموصل أصلية، باستثناء أربع قطع غير أصلية مصنوعة من الجبس.