ويعتبر "كتاب تحوت" واحد من أكثر الكتب المصرية القديمة غموضاً. ويعتقد أن الإله الوثني المصري القديم إله الحكمة والمعرفة "تحوت" يمتلك معرفة كبيرة تمنحه السلطة على العالم. يشار بأن تحوت أعطى الناس الكتابة وكان مؤرخ الآلهة، حيث تم تصويره على شكل إنسان برأس أبو منجل (طائر مصر المبجّل)، أما عبادته في مدينة هرموبوليس مرتبطة بالعالم السفلي ويكتنفها الغموض الكامل.
ويصادف أول ذكرى لكتاب تحوت في ورق البردى تورينو، حيث تم وصف المؤامرة ضد الفرعون لاستخدام السحر، علماً أن جميع أعضائها تم إعدامهم وتم حرق الكتاب الملعون الذي كان يدرس الخطوات والإجراءات غير القانونية.
ولكن بعد مرور بعض الوقت، ظهر الكتاب مرة أخرى في حوزة ابن رمسيس الثاني مرنبتاح. وقد كان من المعتقد أن هذا النص يسمح للنظر على الشمس دون زغللة، كما أن هذا الكتاب منح السيطرة على البحار والأرض والنجوم ويكشف أسرار لغة الحيوانات، وكان يسمح بإحياء الموتى والتأثير على الناس عن بعد. لذلك اعتبر ابن رمسيس الثاني أن هذا الكتاب هو خطير للغاية فحرقه؟.
ومنذ عام 300 قبل الميلاد تقريباً، ظهر الكتاب مرة أخرى والذي لقي اهتماماً كبيراً من قبل هيرميس ثلاثي العظمة مؤسس علم الكيمياء. ففي ذلك الزمان كان كل ساحر في الإسكندرية يدعي بأنه يمتلك كتاب تحوت، ولكن كانت نهاية هذا التفاخر الموت الحتمي نتيجة للحوادث الفجائية.
وفي القرن الخامس عشر ظهرت أسطورة حول جماعة سرية عملت على نشر ملخص كتاب تحوت على شكل بطاقات حصلت على اسم بطاقات التارو. هذا ما ذكره العالم الفرنسي أنطوان كور ديجيبيلين في كتاباته التي أكد فيها بأن هذه المعرفة المنصوص عليها في الكتاب المصري القديم نجت من حادثة حرق مكتبة الإسكندرية. وفي كتاب تاريخ السحر عام 1876 للكاتبة بوليا كريستينا التي عملت أمينة مكتبة مديرية التعليم العام لدى نابليون الثالث، أيضاً أشار إلى أن أسرار علوم الحضارة المصرية الرئيسية وما يحتويه كتاب تحوت موجودة في بطاقات التارو.
الجدير بالذكر أن كتب القرن التاسع عشر والقرن العشرين مليئة بقصص السحرة والمشعوذين وأصحاب بردى تحوت، لكن لم يجرؤ أحد للاعتراف بأنه يمتلك للمعارف السرية لأن التاريخ أثبت بأن كل من اطلع على تعاليم كتاب تحوت لم يمت ميتة طبيعية.
يشار إلى أن مكتبة الإسكندرية حالياً تحتفظ ببعض وريقات متناثرة لنسخة البردى الأولى من كتاب تحوت، لكن بعض الباحثين يتساءلون فيما إذا كانت هذه الوريقات أصلية وتعود للكتاب نفسه.