وقال الحكيم في تصريح لوكالة "سبوتنيك" إن "الزيارة وبالنظر إلى توقيتها وطبيعة وجهتها وما تمخض عنها تظهر كرد فعل حيال مؤشرات عزل اليمن اقليمياً وخصوصاً من دول خليجية بعينها لها مواقف واضحة ومعلنة تجاه إيران ومن التطورات الأخيرة التي شهدها اليمن، وتصدر جماعة انصار الله واجهة المشهد".
ويرى أن الزيارة "محاولة لبعث رسالة سياسية مفادها أن البديل عن الدعم الخليجي لليمن متاح، دون أن يعني ذلك مقدرة اليمن على الاستغناء التام أو العيش بمعزل عن جيرانه؛ وجماعة أنصار الله تدرك ذلك ولهذا نرى مواقفها لا تصرح بالعداء لهذه الدول بشكل مباشر وإن انفرد بذلك بعض الكتاب المحسوبين على الجماعة".
وحول ما تم الاتفاق عليه بين الجانبين، قال الحكيم: "يظهر ما يؤكد المغزى السياسي للزيارة من طبيعة مخرجاتها وانصباب تلك المخرجات على تأمين حاجتين ماستين لليمن ظلتا أبرز مظاهر تأزم الأوضاع فيه وأبرز محاور الدعم الخليجي منذ العام 2011 وهما النفط والطاقة".
وأضاف ان المشتقات النفطية والطاقة تبرزان كمشكلتين رئيستين يعاني منهما اليمن منذ اندلاع الأزمة السياسية في البلاد مطلع العام 2011، خصوصاً مع اتخاذ النفط والطاقة أدوات للضغط السياسي، ولهذا كان طبيعيا أن تتركز مباحثات الزيارة على تأمين دعم بديل يستهدف تخفيف حدة الأزمة والضغط الاقتصادي والمجتمعي الناجم عن شح المحروقات وانقطاعات الكهرباء.
وبشأن جدية التزام إيران بدعم قطاعي النفط والكهرباء في اليمن وجدى ذلك الدعم، قال الحكيم "لا شك أن التزام إيران بتزويد اليمن بالنفط لمدة عام وكذا بتأمين حلول لمشكلة الطاقة في اليمن على المديين القريب والبعيد، سيحدث انفراجاً في اليمن، على المستوى الخدمي والاقتصادي وتبعاً المجتمعي".
وتابع "تدرك أنصار الله الآثار الفادحة التي تخلفها الاعتداءات التخريبية المتواصلة، ذات الطابع السياسي، لأنابيب النفط والغاز وأبراج وخطوط الكهرباء، ويحاولون لذلك كبح انعكاساتها على قطاعات الانتاج والاستثمار فضلاً عن قطاع الخدمات ومعيشة اليمنيين على نحو يحد من مهددات انهيار الدولة وتلاشي وظائفها".
كانت جماعة أنصار الله (الحوثيين) قد استولت على مؤسسات عامة بالعاصمة اليمنية صنعاء أواخر أيلول/سبتمبر 2014 قبل أن تستولي على قصر الرئاسة ما اضطر الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى تقديم استقالته في كانون الثاني/يناير الفائت قبل أن يغادر العاصمة ويستقر في عدن جنوب البلاد.