ودعا العميد متقاعد في الجيش اليمني، محسن خصروف، لوكالة "سبوتنيك" الروسية، الأحد، إلى ضرورة أن يصاحب الضربات الجوية التي تنفذها دول خليجية وعربية ضمن عملية "عاصفة الحزم" التي تقودها المملكة العربية السعودية على مواقع جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، التي تسعى للسيطرة على اليمن، عمل عسكري على الأرض من قبل القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، واصفا تلك الضربات بأنها "ليست فعالة".
وأضاف خصروف أن "الغارات الجوية التي دخلت يومها الرابع قد تكون دمرت بعض المنشآت والمعدات العسكرية اليمنية، لكنها لم تحقق نتائج ملموسة على الأرض"، لافتا إلى أن "قوات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح العسكرية والمدنية والحوثيين، تتقدم في كل الجبهات وتحاصر عدن وتهاجمها من محاور كثيرة".
وقال إنه رغم أن الغارات الجوية التي ينفذها التحالف العربي على مواقع الحوثيين، قد "تكون درأت بعض الأخطار على المحيط الإقليمي كتدمير الصواريخ وبعض الأسلحة الرئيسية التي يمتلكها تحالف صالح والحوثيين"، فإنها في الوقت نفسه "لم تحل المشكلة في الداخل اليمني، لأن هادي لم يستفد من هذه الضربات بتحركات برية على الأرض من القوات الموالية له تحقق نتائج إيجابية"، لافتا إلى أن الغارات الجوية "لم تؤد إلا إلى تدمير معدات الجيش اليمني والبنية التحتية للبلاد".
وأرجع سبب عدم فاعلية هذه الضربات إلى عدم وجود نشاط بري من قبل الدولة اليمنية الشرعية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي ومن خلال القوات المسلحة أو اللجان الشعبية الموالية له، والتي تحتاج أيضا إلى دعم عسكري ومادي ولوجيستي لتتمكن من مواجهة الحوثيين.
وتابع أن من أسباب عدم فاعلية هذه الضربات هو تركيزها على العاصمة صنعاء والمعسكرات والمطارات في محيطها فقط، فيما لم تتعرض قوات الحوثيين وصالح التي تهاجم عدن من محاور كثيرة لأي مخاطر إلا في النادر، مشيرا إلى أن هذه الضربات لم تجدِ نفعا حتى الآن في فك حصار الحوثيين على عدن.
واعتبر خصروف الحظر البحري الذي أعلنته قوات التحالف العربي على الموانئ اليمنية، "غير فعال"، كون الحوثيون والقوات الموالية لهم، تمكنوا بالفعل من احتلال موطئ قدم لهم على السواحل اليمنية، من خلال السيطرة على ميناء المخا القريب من باب المندب في محافظة تعز، وتحركهم نحو مدينة شقرة، والسيطرة على جبل الشيخ سعيد الذي يطل على مضيق باب المندب دون أن يتعرض لها أحد.
وقال خصروف إن أسباب هذا التقدم من قبل الحوثيين على الرغم من الضربات الجوية المكثفة، هو غياب التنسيق على الأرض، أو موازاة هذه الضربات بعمل عسكري بري على الأرض من القوات التي تدافع عن شرعية الرئيس هادي، محذرا في الوقت نفسه من أي تدخل بري أجنبي أو عربي في اليمن.
وراهن خصروف على دور روسيا لحل الأزمة اليمنية من خلال الضغط على إيران لدفع الحوثيين مع كل القوى السياسية للعودة للعمل السياسي وإقناعهم بأن العمل العسكري عبث ولن يثمر إلا تدمير اليمن.
وقال إذا لم يكن هناك نتائج إيجابية خلال أسبوع لهذا العمل العسكري، فإن الأمر سيكون أكثر من "مستنقع تورطت فيه القوى العربية"، مشددا على ضرورة دعم اللجان الشعبية والقوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لوجيستيا وماليا وعسكريا.
واستبعد تدخل إيران في الأزمة لأنها ليست مؤهلة للتدخل في اليمن بسبب ظروفها العسكرية والأمنية والاقتصادية السيئة.