وشهدت العلاقات بين القاهرة وموسكو، على مدار 72 عاماً منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية، ديناميكية وحيوية، بتبادل الزيارات واللقاءات بين المسئولين، وعقب القمة التي جمعت الرئيسين بوتين والسيسي، فقد بدأت علاقات التعاون المميزة انطلاقة جديدة في كافة المجالات، خصوصا العلمية والتكنولوجية، وصناعة الفضاء.
التعاون العلمي والتقني بين البلدين:
اتفقت مصر وروسيا على تعزيز التعاون التقني والعلمي في كافة المجالات، خاصة وأن روسيا تملك قاعدة علمية ضخمة قادرة على مساعدة مصر في تحقيق طفرة علمية في مجال علوم الفضاء.
وفي هذا الإطار، تم التوقيع على عدد من الاتفاقيات، منها اتفاق التعاون في مجال البحث العلمي والتكنولوجيا عام 1997، ومذكرة تفاهم في مجال الاستخدام السلمي للطاقة الذرية عام 2001، وبرنامج التعاون الطويل الأجل لتنمية التعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والفني عام 2001، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الاستخدام السلمي للفضاء عام 2003.
ثم انتقل التعاون الثنائي بين موسكو والقاهرة إلى مرحلة جديدة مع إطلاق القمر الصناعي الجديد "إيجبت سات 2" من قاعدة بايكونور، الواقعة في جمهورية كازخستان، في 16أبريل/ نيسان من العام الماضي.
وهذا ما اعتبره المختصون خطوة مصرية جيدة في إطار التخطيط وتحسين الأحوال الاقتصادية والاجتماعية في مصر، فاستخدامات القمر واسعة وتشمل، ضمن أمور أخرى، تخطيط المدن، والمسائل الجيوفيزيقية، والكشف عن الثروات المعدنية، فضلاً عن مجالات أخرى مرتبطة بالزراعة والري.
والقمر الصناعي "إيجبت سات 2" أصبح ثمرة للتعاون بين البلدين، فضلاً عن برنامج التعاون المشترك في إعداد الكوادر المصرية في هذا المجال.
سيطرة مصرية كاملة على القمر "إيجيبت سات 2"
وكان عدد من التقارير الصحفية تحدث عن فقدان الاتصال بالقمر المصري الجديد "إيجيبت سات 2"، لكن رئيس "هيئة الاستشعار عن بعد" المصرية مدحت مختار، نفى في تصريح خاص لوكالة "سبوتنيك"، السبت، الأخبار عن فقدان السيطرة على القمر، مؤكداً أنه تحت التحكم المصري الكامل.
وأوضح رئيس الهيئة، أن الأعطال التي دار حولها الحديث، "إنما هي أعطال تقنية اعتيادية، تحدث لأي قمر اصطناعي في العالم، ومن الوارد حدوثها في كل يوم وكل ساعة"، مشيراً إلى أنه "سرعان ما تمت السيطرة على العطل في غضون بضع ساعات".
وأوضح مختار، أن أي عطل يبدأ أولاً بعدم استجابة القمر للأمر المعطى، وأن"السبب قد يكمن في ضعف في شحن البطاريات"، التي سرعان ما يتم شحنها من جديد، وبالتالي ترجع السيطرة الكاملة على القمر.
وأكد أنه من الممكن تكرار ذلك "أكثر من مرة في اليوم الواحد، وتحدث هذه الأشياء مع أي قمر، مهما كان نوعه"، وأن ما يثار من شائعات تستهدف "صنع شوشرة" ليس لها أصل أو سبب، تظهر في أوقات مختلفة، وكانت ظهرت أيضاً، أثناء إطلاق القمر من قاعدة "بايكونور" إلى الفضاء في 16أبريل/ نيسان 2014.
شائعات لا أساس لها من الصحة:
من جانبه، أكد ممثل الوكالة الروسية للفضاء في الشرق الأوسط، حسين الشافعي لـ"سبوتنيك"، أن الأنباء حول فقدان السيطرة على القمر المصري "إيجيبت سات 2"، ليس لها أي أساس من الصحة، وأشار إلى أنه لا يوجد أي جواب رسمي أو حتى معلومات شفهية من الجانب المصري إلى الجانب الروسي، تفيد بأن مصر فقدت السيطرة على القمر الصناعي.
وأضاف، أنه لا توجد أيضاً أي مكتوبات رسمية أو مراسلات مع مؤسسة "إينرجيا" الروسية لصناعة الأقمار الصناعية وإطلاق الصواريخ.
وأشار الشافعي إلى أنه لا علم لديه بوجود مستشار لوكالة الفضاء الروسية باسم "أنتولي زاك"، كما ذكرت إحدى وسائل الإعلام المصرية في عددها الصادر صباح اليوم.
وقالت المتحدثة باسم وكالة الفضاء الروسية إيرينا سيرجيفنا لوكالة "سبوتنيك"، إن "أناتولي زاك، الذي تحدث إلى عدد من الصحف المصرية حول القمر (إيجبيت سات 2)، لا يعمل في وكالة الفضاء الروسية، وبالتالي لا يستطيع أن يقوم أي تصريحات رسمية باسم وكالة الفضاء الاتحادية".
وأوضحت أن "القمر الصناعي المصري تتم إدارته بالكامل من جانب المتخصصين المصريين، وهم المعنيين بالتعليق على عمل القمر، وما يثار حوله من أخبار".
وكانت صحيفة "إزفيستيا" الروسية، في عددها الصادر الخميس 23 أبريل/ نيسان، ونقلاً عن مصدر مسؤول في مؤسسة "إنيرجيا" لإطلاق الصواريخ الفضائية، زعمت بأن القمر المصري يرفض الاستجابة للتعليمات والدوران في مداره، بعد أقل من عام من إطلاقه، "حيث فقد التحكم فيه يوم 14 أبريل/ نيسان".