وكان سبب التحرك المباشر وفاة الشاب الأسود فرادي غراي (25 عاما)، يوم السبت الماضي، في أحد مراكز الشرطة بالمدينة.
وتحدى المئات من المتظاهرين، يوم أمس الأربعا، اقتراب موعد حظر التجول الليلي المفروض في المدينة منذ الثلاثاء الماضي، ابتداء من الساعة العاشرة مساء وحتى الساعة الخامسة صباحا، واستمروا في التظاهر بشكل سلمي.
وقد انطلقت موجة الاحتجاجات العنيفة التي سرعان ما تحولت إلى صدامات مع الشرطة، ليلة الثلاثاء، بعد تشييع جنازة غراي الذي أصيب بجروح في عموده الفقري في منطقة العنق أثناء اعتقاله من قبل الشرطة وتوفي هناك بعد أسبوع.
وأعلنت شرطة مدينة بالتيمور أنها اعتقلت حوالي 300 شخص خلال الأيام الثلاثة الماضية، إثر أعمال شغب أسفرت عن إصابة 20 من عناصر الأمن، 6 منهم بجروح خطيرة، وإحراق 144 سيارة و19 مبنى.
وفي المدن الأمريكية الأخرى حيث تظاهر الآلاف تضامنا مع أهالي بالتيمور، ألقت الشرطة القبض على عشرات المواطنين أيضا. جرى توقيف 60 شخصا في نيويورك مع خروج المحتجين إلى شوارع مانهاتن، مما أدى إلى تعطيل المرور في بضع مناطق. كما ألقي القبض على عدد من المتظاهرين في بوسطن وهيوستون وفيرغسون وواشنطن وسياتل ودنفر.
وفي غضون ذلك، أصر الرئيس الأمريكي باراك أوباما على عدم وجود أي تبرير لأعمال العنف والشغب التي شهدتها مدينة بالتيمور ليلة الثلاثاء.
وقال في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي: "لا تبرير للعنف ولأعمال الشغب في بالتيمور. إنهم لم يحتجوا ولم يعلنوا عن أي مطالب، بل انخرطوا في أعمال النهب وإضرام النار في محلات تجارية بمدينتهم وإلحاق الأضرار بممتلكات جيرانهم".
كما أعرب الرئيس الأمريكي عن قلقه من ازدياد حوادث لجوء رجال الأمن للقوة ضد مواطنين أغلبيتهم من الأمريكيين السود.