ولا بد من التذكير بأن محطة "تشيرنوبيل" وقعت بها أكبر كارثة نووية عرفتها البشرية قبل 29 سنة مضت. في يوم السادس والعشرين من أبريل/نيسان 1986 حصل انفجار داخل أحد مفاعلات المحطة مما أدى إلى تهدم سقفه وانطلاق ما يعادل 8 أطنان من الوقود النووي إلى السماء. وتساقطت الجزيئات المشعة على مساحات واسعة من أراضي أوكرانيا وكذلك بيلاروسيا وروسيا المجاورتين، ولكن انتشارها الأساسي شمل المنطقة المحيطة بالمحطة مباشرة. لذا أنشئ فيها إثر الكارثة ما يسمى بـ "حزام أمني وقائي دائري" يبلغ نصف قطره 30 كيلومترا. كما بنيت فيه سلسلة من مدافن مختلف المواد المشعة التي تم جمعها أثناء إزالة آثار الانفجار في مفاعل المحطة رقم 4 وبناء سقف محصن جديد فوقه.
وضمن هذا الحزام بالذات وعلى مسافة 20 كيلومترا من المحطة نشب الحريق يوم الثلاثاء الماضي الذي شمل نحو 4 آلاف هكتار من الغابات. وأرسلت السلطات الأوكرانية المختصة لإخماده 300 رجل إطفاء و51 سيارة مطافئ وثلاث طائرات وعدة مروحيات لرش المياه والسوائل الخاصة.