وخصصت الصحيفة المصرية مساحة واسعة لعيد النصر الروسي، وأعاد كاتب التقرير د. سامي عمارة، عجلة الزمن إلى الأحداث التاريخية، وتطورات المعارك الميدانية، والأطراف المشاركة في الحرب العالمية الثانية قبل سبعين عاما، ليلقي الضوء على الصفحات المضيئة للانتصارات التي حققها الاتحاد السوفيتي في تلك الحقبة.
وثمنت الأهرام عالياً الإسهامات التاريخية التي قدمها المواطنين السوفييت أثناء الحرب العالمية الثانية والمعارك الضارية، التي خاضوها من أجل تخليص البشرية من بطش النازية.
وقال عمارة، بأن "الشعوب السوفيتية تظل صاحبة القسط الأوفر في بذل العطاء والتضحية لتحقيق النصر على الفاشية، وهي التي سقط من أبنائها ما يزيد على العشرين مليونا".
وحول الجدل المثار بشأن المشاركة وامتناع بعض الدول عن الحضور في احتفالات النصر التاريخية وذكرى مرور 70 عاما على الانتصار على قوات هتلر النازية، تقول الأهرام "إذا كان هناك من يرفض المشاركة في تقديم واجب الوفاء لهؤلاء الأبطال من جانب حلفاء ألمانيا الهتلرية، فإن التاريخ لا يمكن أن ينسى أن الكثير من أبناء هذه البلدان، التي ترفض اليوم حضور احتفالات موسكو بالنصر على الفاشية، سبق وحاربوا في صفوف جحافل النازية ضد الاتحاد السوفيتي، الذي عاد وألحق بهم جميعا الهزيمة التاريخية ليحرر بلدانهم من دنس النازية والفاشية، ويفرض سلطته وسطوته بعد أن كان السباق، آنذاك، على رفع علم النصر فوق (مقر القيادة النازية في برلين) الرايخستاج".
وأشارت الصحيفة المصرية في عددها أمس، إلى أن ذلك النصر التاريخي كان بمنزلة الإعلان عن "مولد الدولة السوفيتية كدولة عظمى بشهادة زعماء ذلك الزمان ومنهم الأمريكي فرانكلين روزفلت، والبريطاني ونستون تشرشل، اللذان كانا وصلا في فبراير 1945 إلى شبه جزيرة القرم، بدعوة من الزعيم السوفييتي ستالين، ليشاطراه خطة النصر وتوزيع الغنائم".
وحول الملابسات التي أحاطت بأدوار القوى المشاركة في الحرب ضد النازية، تقول الأهرام إن "الزعيمين الأمريكى والبريطانى حاولا أكثر من مرة تأجيل فتح الجبهة الغربية (الجبهة الثانية) للقتال ضد القوى الهتلرية، ولم يفعلا ذلك إلا تحت ضغط مخاوفهما من انفراد القوات السوفيتية بأكاليل النصر، بعد أن استطاعت تحقيق الكثير من الانتصارات المجيدة على الجبهة الشرقية، بدءا من معركة ستالينجراد، التي استمرت لمائتي يوم وحتى دخولها برلين، مرورا بفك الحصار عن مدينة لينينجراد البطلة، التي ظلت عصيّة على الاستسلام أمام جحافل الهتلريين، متمسكة بصمودها لما يقرب من ثلاث سنوات".
ولفتت إلى أن هناك كثيراً من الشواهد، التي تقول إن الولايات المتحدة وبريطانيا لم تَجِدا للحاق بالانتصارات السوفيتية، إلا بعد أن وصلت القوات السوفيتية جبال الألب، حيث التقت هناك بالقوات البريطانية والأمريكية، فيما كانت هذه القوات السباقة باقتحام برلين، ورفع علم النصر السوفييتي على مبنى "الرايخستاج" فى برلين فى مطلع شهر مايو/ آيار 1945، ما دفع هتلر ووزير إعلامه جوبلز إلى الانتحار.
ويقول د. سامي عمارة، أن هناك متسع في ذاكرة الملايين للكثير من المشاهد التاريخية، التي سجلتها الشرائط الوثائقية لإلقاء رايات الوحدات العسكرية الفاشية تحت أقدام كل المشاركين في العرض العسكري التاريخي، الذي أقيم في الساحة الحمراء، احتفالا بالنصر.
وتطرقت الأهرام إلى العلاقات المصرية الروسية وتطورها في السنوات والأشهر الأخيرة على نحو لافت، مشيرة إلى أن الرئيس السيسي، الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع آنذاك، قام بزيارة إلى روسيا، رافقه فيها وزير الخارجية الأسبق نبيل فهمي، ليعود ويزورها ثانية في أغسطس/آب من العام الماضي، بصفته رئيساً لجمهورية مصر العربية، تلبية لدعوة رسمية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.