ضيف حلقة اليوم الخبير العسكري الاستراتيجي الدكتور حسن حسن
إعداد وتقديم نواف إبراهيم
عادت الأزمة السورية إلى الواجهة من جديد، وكادت أن تغطي على الأزمة اليمنية التي عجز مجلس الأمن الدولي وهيئة الأمم المتحدة وكل المنظمات الدولية من حتى الوصول إلى قرار يسمح بتقديم المساعدات الإنسانية إلى الشعب اليمني المنكوب، على نفس الطريقة التي حاولت الدول الغربية ومن معها من بعض دول الشرق الأوسط، ولكن بأسلوب مغاير تماما وبأدوات جديدة وتقنيات أكثر تطورا سواء على الساحة السياسية والميدانية والإعلامية التي أصبحت أكثر ضراوة تجاه سورية في الفترة الأخيرة، بالتزامن مع فتح جبهات جديدة وخاصة في إدلب وجسر الشغور والتحضير لجبهات أخرى وتحديدا في القلمون والجبهة الجنوبية.
الأمر الذي طرأ هنا أن القيادة السورية وقيادة المقاومة التي تخوض حروبا بالمشاركة مع الجيش السوري في المناطق الحدودية مع لبنان، وفي مناطق مختلفة من سورية، ومن الواضح أن ماتقدم به الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في كلمته الأخيرة التي وصف فيها الأوضاع في المنطقة بشكل عام وفي لبنان وسورية بشكل خاص، محذرا من تصديق الشائعات التي تريد النيل من الشعب السوري وشعب المقاومة والقيادات في البلدين على حد سواء، وأن ذلك دليل إفلاس وعودة اإلى الدفاتر القديمة، مؤكدا أن الجبهة في جبال القلمون جبهة حاسمة، ولابد منها للقضاء على المجموعات الإرهابية التي تجمعت هناك وتحضر لعمل عسكري ضد الجيش العربي السوري والمقاومة، وأكد أنها قريبة، وبعد خطاب نصر الله وجّه الرئيس السوري بشار الأسد، خلال تكريمه لأبناء الشهداء، نفس الرسائل إلى نفس الجهات، مركزا على جبهتي إدلب وجسر الشغور، وأن الحسم في هذه المعركة مسالة وقت ريثما يصل الدعم العسكري من قبل الجيش العربي السوري إلى المنطقة، لابل توجه بقسوة إلى تركيا ومن يقف معها في دعم هذه المجموعات المسلحة التي تعيث خرابا في البلاد منذ أربع سنوات، واتهم بالاسم أردوغان وحكومته في تقديم كل أشكال الدعم لهذه المجموعات الإرهابية المسلحة، واصفا إياه بالسفاح الذي يكرر ما فعله أجداده زمن الامبراطورية العثمانية من قتل السوريين من قبل جده جمال باشا السفاح وكذلك المجازر والإبادة الجماعية بحق الأرمن.
هنا الغوص في تاريخ العداء العربي العثماني بشكل عام والسوري التركي بشكل خاص والذي يؤججه من فترة إلى فترة، حسب المحلللين والخبراء، من يقومون بتنفيذ أجندات خارجية في المنطقة وعلى رأسهم الآن رجب طيب أردوغان، على الرغم من أن شعبي البلدين يتعايشان طوال هذه السنين بود ومحبة.
الازمة السورية ادخلت العالم كله في متاهات ضاعت فيها البوصلة امام الصمود السوري دولة وشعبا وجيشا امام كل هذا الضغط الهائل من كل النواحي ومن جميع الجهات زد على ذلك القدرة القتالية في ظروف صعبة وغير تقليدية لم يتعود عليها اصلا الجيش السوري
لكن مع التطورات الأخيرة في المنطقة وعودة الولايات المتحدة إلى تحقيق مشروع تقسيم المقسم وضرب وحدة الدول العربية وخاصة سورية والعراق واليمن، جعلها وحلفاءها في مطب كبير لم يعد سهلا أبدا الخروج منه، ما اضطرها لفتح جبهات جديدة في مناطق مختلفة كان آخرها جسر الشغور وإدلب، وجبهة القلمون التي سبقهم إلى تنفيذها الجيش السوري مع عناصر حزب الله وهي التي كان من المخطط لها أن تقرر مصير سورية القادم، وخاصة بالتوازي مع العجز في حل مسألة اليمن، وتحقيق كل ما خطط له لانجاح مؤتمر جنيف 3 وفق المصالح المرسومة منذ بداية الأزمة.
فما هي الدروس والعبر التي تعلمها الجيش السوري وعناصر حزب الله خلال كل هذه الفترة، وهل يمكن لهما أن يقلبا موازين القوى رغم عدم التوازن العسكري والاستراتيجي بين أطراف النزاع
هذه الأسئلة وأسئلة أخرى نطرحها اليوم على الخبير العسكري الاستراتيجي الدكتور حسن حسن
فلنتابع تفاصيل الحوار الذي أجريناه معه بهذا الخصوص