وأضاف بوغدانوف في مقابلة مع وكالة الأنباء السورية" سانا"، "علاقاتنا لم تكن تقتصر على الحوار السياسي المعمق والقائم على أساس الثقة المتبادلة فحسب، بل كانت هناك أيضا الشراكة الاقتصادية والاستثمارات والروابط الثقافية والإنسانية، حيث كنا دائما مع الشعب السوري في الأوقات الصعبة وأثناء الحروب والأزمات، وأسهمنا بتشييد مشاريع كبيرة مثل سد الفرات وغيره ومصانع في مناطق مختلفة من سورية".
العلاقات مع سوريا
وأشار بوغدانوف إلى الدور الذي يقوم به الآلاف من المواطنين السوريين، الذين تخرجوا من الجامعات والمعاهد الروسية، والجالية السورية الكبيرة في روسيا، بين طلاب ورجال أعمال، لافتاً إلى أن زيارات متبادلة كثيرة تجري بين دمشق وموسكو على كل المستويات.
وأكد نائب وزير الخارجية الروسي، أن العلاقات تتطور بشكل جيد ولكن الظرف الحالي صعب، إذ أن "الأزمة في سورية تمتد لأكثر من أربع سنوات، ونحن نريد مساعدة السوريين لتجاوز هذه المحنة وهذه الأزمة بأسرع وقت، وإقامة حوار سياسي شامل، لأننا نعتقد بعدم وجود حل عسكري للأزمة في سورية، وهذه هي قناعة القيادة الروسية والشعب الروسي".
وحول الموقف الأمريكي والغربي عموما من الأزمة في سورية، قال بوغدانوف، "نحن لا نتحمل المسؤولية سوى عن الموقف الروسي، ولا نتحمل مسئولية مواقف الآخرين ولا حتى موقف الأصدقاء السوريين، ونعتقد أن الشعب السوري هو صاحب القضية، ولذلك نعارض محاولات فرض الإرادة السياسية للآخرين على الشعب السوري، ونسعى لإيجاد الحلول المناسبة والإسراع بالحل السياسي"
حل الأزمة السورية
وجدد بوغدانوف التذكير بأن هناك موقفاً جماعياً يقوم على أساس بيان جنيف الأول، الذي يعد وثيقة لا بديل لها ويمثل وثيقة توافقية دولية مقترحة على السوريين لتنفيذها على أساس إجراء مفاوضات سياسية بين الحكومة السورية وهيئات المعارضة والمجتمع المدني السوري.
وأضاف الممثل الخاص للرئيس الروسي: "لا نستطيع أن نفرض أنفسنا على غيرنا من السوريين أوغير السوريين، ولذلك فنحن مستعدون لتلبية أي دعوة من الأصدقاء السوريين لتنظيم لقاء تشاوري سوري سوري، ثالث أو رابع أو خامس في موسكو، أي أننا مستعدون للاستمرار في جهودنا الهادفة إلى الإسهام في مساعدة السوريين على الاتفاق بأنفسهم حول مصير بلادهم".
وأكد بوغدانوف تشجيع بلاده وترحيبها بأي خطوة ترمي إلى إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية في أقرب فرصة، وأملها بنجاح المشاورات التي يجريها المبعوث الأممي دي ميستورا مع الحكومة السورية وهيئات المعارضة السورية، وكذلك الأطراف الإقليميين والدوليين، الذين لهم صلة بالأزمة في سورية ويمكنهم أن يشجعوا الأطراف على تقريب مواقفهم والقيام بالخطوات المطلوبة الملحة والجدية.