وقالت أستاذة الإعلام بجامعة دمشق، الدكتورة نهلة عيسي، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، الثلاثاء، إنه وفق التصريحات الأمريكية فإنهم لم يقوموا بالتنسيق، بيد أنها رجحت أن العملية التي قامت بها الولايات المتحدة ما كان لها أن تتم لولا موافقة الدولة السورية.
وأكدت د. عيسى أنه "بدون تنسيق، فإن الجيش السوري كان سيستهدف طائرات التحالف، لأن العملية تضمنت إنزالاً لعناصر قوات خاصة من قبل طائرات عدة في منطقة حقل العمر، لاستهداف القيادي في تنظيم "داعش" الإرهابي أبو سياف".
وقالت إن القوات الأمريكية اعتقلت "أم سياف" زوجة القيادي الإرهابي، وهى متورطة في تجارة الأعضاء والبشر، وجددت الإعلامية السورية التأكيد على فرضيتها بأن العملية ما كان لها أن تتم دون موافقة سوريا، مشيرة إلى "أن تنسيقاً ما تم بين سوريا وواشنطن للقيام بتلك العملية".
وأشارت إلى أن جماعة "أبو سياف" قامت بأعمال إرهابية يندى لها الجبين في منطقة دير الزور.
وأوضحت أن سوريا لديها تشكك في أجندة التحالف الدولي لأن حجم الإنجاز الذي حققه التحالف في مواجهة "داعش"، على مدار شهور طويلة، قياساً بعدد الطلعات الجوية، "يكاد لا يذكر"، مشيرة إلي أن سوريا ترتاب في نوايا التحالف أو جديته في مواجهة التنظيم الإرهابي.
كانت مصادر في البيت الأبيض و"البنتاغون"، كشفت أن قوات أمريكية نفذت عملية وصفت بـ"النوعية" كانت تستهدف اعتقال القيادي في داعش "أبو سياف"، أحد أبرز المسؤولين عن إدارة الموارد المالية للجماعة، إلا أنها انتهت بمقتله ونحو 10 مسلحين آخرين.
العملية أمر بها وزير الدفاع الأميركي، أشتون كارتر، بناءً على تعليمات من الرئيس باراك أوباما، وجرت تحت قيادة مجموعة تابعة لقوات "دلتا"، تضم ما يزيد على 20 عنصراً، وشارك في تنفيذها أكثر من 100 فرد من وحدات قتالية مختلفة، بما فيهم طيارون تولوا عملية الإنزال.
ونقل أفراد المجموعة إلى داخل عمق الأراضي السورية، على متن عدد من مروحيات "بلاك هاوك" وطائرة V-22، ووصلوا إلى مبنى متعدد الطوابق، كان يتحصن فيه عدد من مسلحي "داعش"، حاولوا استخدام بعض النساء والأطفال كـ"دروع بشرية."
ولم يفصح عن الاسم الحقيقي لـ"أبو سياف"، الذي يُعتقد أنه كان مسؤولاً عن عمليات إدارة النفط والغاز في "داعش"، وكشف مسؤول أميركي رفيع أن الهدف كان يحمل الجنسية التونسية، لافتاً إلى أنه تم إبلاغ حكومة تونس بشأن العملية.