أجرى الحوار عمرو عمران.
وفي هذا الإطار، كان لوكالة "سبوتنيك" هذا الحوار مع وزير السياحة المصري خالد رامي، الذي زار موسكو مؤخراً وبحث سبل التعاون المشترك.
سبوتنيك: خلال زيارتكم إلى موسكو، أجريتم عدداً من المباحثات بهدف تطوير التعاون المشترك، ما هي انطباعاتكم حول نتائج الزيارة و توقعاتكم فيما يخص السياحة الروسية الوافدة؟
الوزير رامي: قمت خلال الأسبوع الماضي بزيارات إلى لندن وفرانكفورت وموسكو، وتمثل المدن الثلاث حوالي 47% من تعداد السياحة الوافدة إلى مصر.
في العام الماضي زار مصر 3.1 مليون سائح روسي، ما يمثل حوالي 30% من إجمالي عدد السائحين، أي أن السوق الروسي يعتبر أكبر سوق بدون منازع بالنسبة للسياحة المصرية، خصوصاً إلى منتجعي الغردقة و شرم الشيخ.
وفي موسكو التقيت كبار منظمي الرحلات، الذين أكدوا أن الموسم الصيفي سيكون سيحفل باعداد لا بأس بها من السياح، ومن المتوقع أن يكون موسم الشتاء القادم مرضياً بشكل كبير.
و بالإضافة إلي السياحة الترفيهية، ناقشنا في موسكو موضوع السياحة الثقافية، أي زيارة المناطق الأثرية، الأمر الذي قد يتطلب بعض التنسيق مع الحكومة الروسية وسفير روسيا في مصر.
التعامل بالروبل الروسي في مصر فكرة غير قابلة للتطبيق
سبوتنيك: بعد زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للعاصمة المصرية القاهرة، كان هناك أحاديث عن إمكانية استخدام الروبل في التعاملات التجارية والسياحية مع مصر، إلي أي مدي وصل هذا الأمر؟
الوزير رامي: الفكرة رائعة، لكن الأمر يكمن في أن الفنادق المصرية تتعامل بالدولار الأمريكي أو باليورو الأوروبي، وشركات الطيران تتعامل بالدولار، ولما كان الجزء الأعظم من تكلفة الرحلة السياحية هو ثمن بطاقة الطائرة، والذي يدفع بالدولار ، فهنا تكمن الصعوبة في تطبيق التعامل بالروبل الروسي كعملة بديلة للدولار أو اليورو، خصوصاً وأن البنك المركزي المصري في حاجة إلي الدولار الأمريكي و اليورو، وأيضاً فإن البنك المركزي الروسي في حاجة إلي الدولار أيضاً، لذلك فكرنا في عملية مقايضة لتبادل السلع والخدمات، لكن على أرض الواقع هناك صعوبة في تطبيق هذه الفكرة.
خطة مصرية ترويجية عالمية في 27 سوق سياحي
سبوتنيك: تعتبر مصر من الأماكن الأكثر جاذبية للسياح الروس، بعض التقارير الاخبارية تقول إنه سيكون هناك انخفاضاً في عدد السياح، فما هي الخطوات المتخذة من قبل وزارة السياحة المصرية من أجل الحفاظ على المعدل الحالي للسياحة الروسية الوافدة؟
الوزير رامي: كنت أتوقع، بعد أزمة الروبل، انخفاض في أعداد السياح من روسيا بنسبة لا تقل عن 40%، إلا أنه في الربع الأول من عام 2015 إنخفض عدد السياح الروس بنسبة 10 إلى11% فقط، و قد استقرت هذه النسبة مع استقرار سعر صرف الروبل مقابل الدولار الأمريكي.
نحن سوف نقوم بعمل مناقصة دولية عامة في شهر أغسطس/أب القادم، لاختيار شركة ترويج عالمية تعمل معنا في 27 سوق سياحي، من ضمنها السوق الروسي بالطبع، ولمدة 3 سنوات، أي انه سيكون هناك حملة ترويجية تلفزيونية و مقروءة ومسموعة.
رحلات الطيران العارض (شارتر) من ألمانيا إلي الأقصر مباشراً
سبوتنيك: ما تقييمك لمستوي الإشغال في فنادق شرم الشيخ و الغردقة، وهل هناك خطة لتطوير الرحلات السياحية إلي القاهرة و جنوب مصر؟
الوزير رامي: "فيما يخص نسب الأشغال في الغردقة، في بعض الفنادق وصلت النسبة إلي 89%، أي أن متوسط نسبة الإشغال عموماً في مدينة الغردقة حوالي 80%، وفي شرم الشيخ ينخفض هذا المعدل قليلاً ليصل إلي 65-70%، و هذا ليس سيء، إذا أخذنا في الحسبان شهري مايو/أيار ويونيو/حزيران، و تلك الأشهر هي التي تنخفض فيها نسبة الأشغال بشكل عام.
الرحلات السياحية الداخلية سوف تعود بقوة، في الفترة القادمة، و ننتظر أن يكون هناك في العام المقبل رحلات طيران عارض من ألمانيا إلي الأقصر مباشراً، لذلك وجب التنسيق مع الجانب الروسي لرفع أي تحذيرات، حتي يعود الروس للسياحة الثقافية، وإلي وادي النيل أيضاً.
سبوتنيك: إلي أي مدي يمكن للسائح أن يشعر بالأمن خارج نطاق المدينة السياحية، وفي محل اقامته؟
الوزير رامي: يجب أن نشير أولاً إلي أن الفندق أصبح مدينة ترفيهية كاملة، ويعطي للسائح كل ما قد يحتاجه، لكنني في ذات الوقت أؤكد أنه، إذا ما احتاج السائح لأن يذهب خارج نطاق الفندق، فإن وسائل الأمن والأمان متوفرة.
هناك دوريات شرطة عادية، بالإضافة إلي دوريات أخري سرية، تعمل جاهدة علي توفير الأمن والأمان، وهناك كاميرات مراقبة في كل مكان، وغرفة تحكم في مبني المحافظة، لمراقبة الغردقة بأكملها، و هذا ليس فقط في الغردقة، بل في معظم المدن السياحية المصرية، و بالأخص شرم الشيخ و الغردقة.