وكان المدون والناشط الحقوقي رائف بدوي تعرض للإعتقال عام 2012، بتهمة الإساءة للدين الإسلامي، من خلال عدة تدوينات له على الإنترنت، ووجهت له عدة اتهامات منها الردة، وحكم عليه وقتها بالسجن 7 سنوات والجلد 600 جلدة، إلا أن الحكم عدل في مايو 2014 الى الجلد 1000 جلدة والسجن لمدة 10 سنوات، الى جانب غرامة قدرها مليون ريال سعودي
وأثارت قضية رائف بدوي، الحاصل على عدة جوائز دولية، منها "جائزة الشجاعة" من قمة جنيف للديمقراطية وحقوق الانسان، وجائزة "حرية التعبير" من مؤسسة "دويتشه فيله" الألمانية، ردود فعل غاضبة في الأوساط الثقافية والحقوقية وفي مواقع التواصل الإجتماعي.
واعتبر هؤلاء أن القضية موجهة بالأساس ضد حرية الرأى والتعبير في المملكة العربية السعودية، والتي يسيطر على الفكر السلفي الوهابي.
وفى شهر يناير الماضي سرب مقطع فيديو يظهر فيه بدوي وهو يتعرض للجلد من قبل أحد عناصر الأمن السعودي، وسط جمع كبير من المواطنين.
وتم تنفيذ حكم بـ50 جلدة وإرجاء باقى عدد الجلدات لحين صدور الحكم النهائي الذى تم تأييده اليوم، وانتقدت منظمة العفو الدولية آنذاك الحكم، وقالت أن رائف هو مجرد "سجين رأى"، لم يتقرف أى خطأ سوى أنه مارس حقه في حرية التعبير.
كما وأصدرت المنظمة الدولية لحقوق الأنسان تعليقات حول قضية بدوي، الذى لديه 3 أبناء، استطاعوا الحصول على حق اللجوء السياسي في كندا، قالت فيها أن السلطات السعودية، بدلاً من أن تحمى المواطنين السعوديين وتدافع عن حريتهم في إبداء الرأي والتعبير، قامت بمعاقبته، وذلك لزرع الخوف في قلوب الآخرين الذين قد يحاولون مناقشة أية مسائل تتعلق بالدين.
وكان لرائف بدوي عدداً كبيراً من الآراء التى تهاجم أصحاب الفكر السلفي في السعودية، حيث أكد، خلال حوار أجرته معه مؤسسة "آفاق" للنشر، أن المشكلة الأكبر تمكن المؤسسات الدينية، التي دأبت على إصدار الفتاوي التكفيرية والتحريض ضد الإصلاحيين، وعلى رأسها "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
وأكد بدوي، أنه مؤمن بأن طريق الحرية يستحق التضحيات، وأنهم يتعاملون مع مجتمع لازالت غالبيته العظمي ترزح تحت وطأة "إحتلال الفكرة"، من قبل المؤسسة الدينية الوهابية في البلاد.
يذكر أن رجل الدين السعودي البارز عبد الرحمن البراك، أصدر فتوى بتكفير رائف بدوي واعتباره مرتداً عن الدين الإسلامي؛ ومروجاً للكفر والإلحاد.
وعلى الرغم من كل ذلك، فإن بدوي يشهد الكثير من حملات التضامن والتأييد لحريته وضرورة الافراج عنه، عبر مواقع التواصل الإجتماعى، وخصوصاً موقع "تويتر"، الذى دشن عشرات الألاف من رواده "هاشتغات" تتحدث عن حرية رائف بدوي، وضرورة الافراج عنه، وعدم التضييق على الفكر والإبداع داخل المملكة.