ولكن خطة المخابرات السويدية فشلت بسبب خيانة أحد الموظفين السويديين الذين عملوا لصالح المخابرات السوفيتية.
ويكشف الكتاب الجديد الذي ألفه الرئيس السابق لجهاز أمن الدولة السويدي أولوف فرونشتيد، بعنوان "صيد الجواسيس"، تفاصيل القصة التجسسيّة. حيث يتحدث فرونشتيد الذي ترأس الجهاز في الفترة من 1966-1978، كيف أرادت المخابرات السويدية، عن طريق استخدام أساليب الابتزاز لإقناع ابن الأمين العام للحزب الشيوعي السوفيتي للتعاون معها.
وكان من المفترض أن يتم إرسال عميلة تحمل لقب "آنا"، وهي فتاة قدمتها أجهزة المخابرات البريطانية للسويديين على أنها أجمل فاتنة قادرة على إغواء الرجال، إلى يوري بريجنيف الذي عمل آنذاك في البعثة التجارية السوفيتية في ستوكهولم. وقد أكد البريطانيون للسويديين بأن آنا لم تفشل في أي مهمة عملت في مجال إغواء الشخصيات الهامة.
وقد ذكر فرونشتيد في كتابه ما يلي: "لقد كان السويديون وممثلو الدول الغربية الأخرى عرضة لقبول أي اقتراح خاص بالجنس، وكنا نظن أن ذلك سوف يكون له تأثيره على الروس أيضاً". ولكن على الرغم من الإعداد والتحضير الدقيق للعملية، غادر يوري بريجنيف بشكل مفاجئ أراضي السويد قبل تنفيذ خطة مخابرات هذا البلد. وقد تبين أن أحد عملاء جهاز الاستخبارات السويدية يدعى ستيغ بيرغلينغ عمل آنذاك لصالح المخابرات السوفيتية "كي جي بي"، وهو الذي كشف عن نوايا أجهزة الأمن السويدية. وقد اعترف فرونشتيد في كتابه بأنه كان يشعر بالجنون أثناء التفكير بذلك. يشار إلى أن المخابرات السويدية تمكنت من فك لغز العميل بيرغلينغ في عام 1979، وألقي القبض عليه وهو في طريقه إلى إسرائيل. ومن ثم تم ترحيله إلى السويد، حيث حكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة الخيانة العظمى.
ولد يوري بريجنيف ابن الزعيم السوفيتي عام 1933، حيث أنهى دراسته العليا في معهد المعادن في مدينة دنيبربتروفسك، وأكاديمية التجارة الخارجية السوفيتية، وعمل مساعداً لمدير إحدى الشركات. ومن ثم أصبح مدير مصنع ليبكنيخت في دنبيربتروفسك، ومن ثم شغل منصب كبير المهندسين ورئيس قسم في الملحقية التجارية للبعثة الدبلوماسية السوفيتية في السويد، ومن ثم أصبح الملحق التجاري السوفيتي في السويد، وأخيراً شغل منصب وزير التجارة الخارجية السوفيتية.
وفي عام 1979، شغل يوري بريجنيف منصب النائب الأول لوزير التجارة الخارجية السوفيتية، ومنذ عام 1981، أصبح عضواً مرشحاً للجنة المركزية للحزب الشيوعي. وفي عام 1983، تم إعفاؤه من جميع مناصبه من قبل زعيم الدولة السوفيتية آنذاك يوري أندروبوف وأرسل لممارسة وظيفة أخرى، ثم أحيل للتقاعد.
وفي عام 2012، توفيت زوجته لودميلا فلاديميروفنا، بعد أن عاش معها حياة زوجية سعيدة لسنوات عديدة. أما يوري ليونيدوفيتش فقد توفي في الثالث عشر من شهر آب/أغسطس لعام 2013 في موسكو.