يشار إلى أن الجنرال الأمريكي ماك آرثر كان قد وضع خطة لتقسيم اليابان إلى مناطق على غرار ألمانيا المهزومة. وفي هذا الإطار قسمت الجزر اليابانية حسب خطة الجنرال إلى أربع قطاعات يتم السيطرة عليها من قبل القوات الأمريكية والسوفيتية والبريطانية والصينية، على أن يتم ضم جزيرة هوكايدو الواقعة شمال اليابان وقسم من جزيرة هونشو إلى منطقة تحت السيطرة السوفيتية.
بدأت الحرب في 9 من شهر آب/أغسطس لعام 1945، وخلال ثلاثة أسابيع فقط هزم الجيش السوفيتي اليابانيين، وقام بتنفيذ جميع المهام القتالية باستثناء واحدة وهي الاستيلاء على جزيرة هوكايدو التي ألغيت من قبل ستالين نفسه. والسؤال لماذا؟ الكثيرون يفسرون هذا القرار بأنه حكمة من الزعيم السوفيتي، لأن ستالين أدرك بأن الهدف الرئيسي من الحرب قد تم التوصل إليه والجيش الياباني هزم، وتم استرجاع الأراضي المسلوبة منذ 40 عاماً. ولهذا لم يلجأ ستالين إلى التضحية بحياة الآلاف من الجنود السوفيت في معركة غير ضرورية لاحتلال جزيرة هوكايدو. ومع ذلك كان هناك تفاسير أخرى تقول بأن إلغاء العملية جاء بسبب خلافات جدية اندلعت بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة.
وفي شهر نيسان/أبريل من عام 1945 توفي الرئيس الأمريكي روزفلت، والذي كانت تربطه علاقة جيدة مع ستالين، في حين أن الرئيس الجديد ترومان كان من المتشددين ضد الاتحاد السوفيتي. وكان يعتقد بأن روزفلت قدم تنازلات كثيرة لستالين، لذلك عزم إلى تصحيح أخطاء سلفه.
قبل كل شيء رفض الرئيس خطة ماك آرثر بتقسيم اليابان إلى مناطق احتلال على أمل أن يضع البلاد المهزومة تحت السيطرة الأمريكية فقط. وبعد استسلام اليابان كتب ستالين إلى ترومان يشير فيها إلى رغبة بلاده في تواجد عسكري سوفيتي في هوكايدو، بالطبع ترومان رفض آنذاك. علاوة على ذلك طالب الرئيس بنشر قاعدة أمريكية في إحدى جزر الكوريل التي استولت عليها القوات السوفيتية، وهذا كان تحد أمريكي صارخ.
لم يخف ستالين غضبه ورد قائلاً: "إن مثل هذه المطالب تفرض على دولة مهزومة… أو على دولة غير قادرة على الدفاع عن أراضيها". بعبارة أخرى أشار ستالين إلى أن جزر الكوريل هي جزء من الاتحاد السوفيتي وليس هناك ضرورة في تواجد أمريكي قطعاً. بالتالي تراجع ترومان، ولكن كان على القيادة السوفيتية أيضاً التراجع عن خطط نشر قواتها في هوكايدو.
هكذا وبفضل التناقضات بين الدول المنتصرة تمكنت اليابان المهزومة الحفاظ على وحدتها، ولم يتم اللجوء إلى تقسيم أراضيها لا لمنطقتين ولا لأربع، حيث أصبحت البلاد تحت سيطرة دولة واحدة وهي الولايات المتحدة.