إعداد وتقديم نواف إبراهيم
تستمر الحرب على اليمن من قبل التحالف السعودي، على الرغم من أن الأطراف اليمنية الداخلية والخارجية التي اتخذت لها مركزا من الرياض انتقلت للتشاور في إمكانية حل الأزمة بالتوافق فيما بينها وبرعاية الأمم المتحدة ، وبالرغم من بدء هذه المشاورات، حسب الوارد، لم يتم التوصل إلى نتائج نهائية من شأنها تحديد المسار الذي يجب على اليمنيين السير به من أجل الخروج باليمن من الأزمة وإيقاف الحرب الدائرة أصلا من طرف واحد وهو التحالف السعودي ومن لف لفه.
الأمر الذي يسترعي الانتباه هو أن التحالف السعودي يمارس وبطريقة ممنهجة نفس الطريقة التي تجري في كل من العراق وسوريا من قبل "داعش" وجبهة "النصرة" والمجموعات الإرهابية المسلحة التي تقوم بتدمير كل المعالم والأثار التاريخية في هذين البلدين، حيث أن التحالف السعودي قام باستهداف عدد كبير من المدن والمناطق الأثرية اليمنية التي يعود بناؤها إلى 200 عام، وكان آخرها قصف مدينة صنعاء القديمة وقصف جامع الإمام هادي وقلعة القاهرة وغيرها من معالم التاريخ والتراث اليمني العريق الذي يعتبر متحفا مفتوحا على سطح الأرض، ما يجعل من الصعب حمايته والدفاع عنه أمام القصف العنيف من قبل طائرات التحالف. وبالطبع هنا كالعادة تطرح نفسها مجموعة من الأسئلة والتساؤلات التي تبحث لنفسها عن أجوبة، وأهمها لماذا تقوم طائرات التحالف باستهداف هذه الأماكن التي ليس لها أي علاقة بالحرب أو بمحاور الخلاف، وليست هي مناطق عسكرية أو منصات لإطلاق الصواريخ على السعودية من اليمن؟ بالرغم من أن هذه الآثار بمعظمها ليست فقط ملكا لليمن، بل هي ملكا للإرث الحضاري العالمي وتاريخ الإنسانية جمعاء، وقسم كبير منها موثق في لوائح اليونسكو كتراث عالمي يجب الحفاظ عليه ومنع تدميره، ومن هنا نرى البيانات التي أصدرتها منظمة اليونسكو التي عبرت عن قلقها البالغ جراء قصف هذه المعالم التي ليس لها أي علاقة لا من قريب ولا من بعيد بهذه الحرب، ودعت اليونسكو إلى عدم قصفها من قبل قوات التحالف السعودي تحت طائلة المسؤولية الدولية، فهل ستذعن السعودية لهذه النداءات وتتوقف عن قصف هذه المعالم؟ أم أنها مستمرة حتى تدميرها عن بكرة أبيها؟ وما الذي يمكن أن يفعله اليمنيون لحماية تاريخهم وحضارتهم وأصالتهم التي تنال منها طائرات التحالف؟
التفاصيل في هذا الحوار الذي أجريناه مع وكيل الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية في اليمن الدكتورة أمة الرزاق جحاف