دوليزال أعلنت استقالتها من منصبها كرئيسة للجمعية الحقوقية البارزة في سبوكان، أمس الاثنين، لأنها كذبت في الأوراق الرسمية للتعريف بهويتها وأصولها العرقية، حسبما تقتضيه المستندات والوثائق الأمريكية للتعريف بالنفس، حين قالت إنها "سوداء من أصول أفريقية".
تبدو الفتاة دوليزال محيرة لكل من يعلمها ويعرفها في السنوات الأخيرة، فهي تعيش حياة الملونين وتتشبه بهم وبطباعهم ولباسهم، وتبدو حاليا قريبة الشبه من الأمريكيات ذوي الأصول الأفريقية، بيد أن نشأتها تحكي عن حقائق أخرى تماما، فولداها من ذوي البشرة البيضاء وقاما باتهامها علنا بأن سلوكها كان "مثيرا للارتباك" بالنسبة لهما، وأكدا عدم علمهما بالدوافع التي قادت ابنتهما البيضاء الشقراء إلى الادعاء بأنها من أصول أفريقية".
وعرض الوالدان صورا لدوليزال وهي بيضاء شقراء بملابس المدرسة وأثناء الجامعة وتعلو بشرتها حبوب النمش التي عادة ما تعانيها بعض البيضاوات لدى تعرض بشرتهن لأشعة الشمس.
أثارت قضية دوليزال واستقالتها ولون بشرتها وكذبتها جدلا واسع النطاق داخل المجتمع الأمريكي.
وفي أول ظهور لها عقب الإعلان عن استقالتها من منصبها كرئيسة للمجلس الحقوقي البارز في مدينة سبوكان الأمريكية على شاشة قناة "إن بي سي" الأمريكية، أقرت دوليزال بأنها عبرت عن نفسها في الوثائق بأنها "سوداء".
لكن دوليزال عمدت إلى الإبقاء على قدر من الغموض في إجاباتها وتعليقاتها التي أدلت بها للقناة الأمريكية، قائلة: "أنا أشعر، في بعض النقاط، بذلك فعلا، وأعتقد أنني أحتاج إلى التعامل مع ذلك التعقيد الذي يتعلق بهويتي".
وعلى مدى سنوات توليها منصبها، لم تقم دوليزال بتصحيح المعلومات الواردة في التقارير الإعلامية الكثيرة التي تحدثت عن أصولها الأفريقية ولون بشرتها، وردت على تلك التساؤلات، قائلة: "لأن الأمر أكثر تعقيدا من كونه حقيقة أم خطأً".
وردت على المذيع مات لوير الذي استضافها اليوم الثلاثاء في برنامج "توداي"، قائلة "الأمر أكثر تعقيدا من كون هويتي سوداء أو أن أرد على سؤال: هل أنت سوداء أم بيضاء؟".
المعروف أن دوليزال اعتلت منصبا مرموقا في حقوق الإنسان بوصفها ناشطة سوداء. لكن والديها كشفا، الأسبوع الماضي، عن حقيقة كونها بيضاء.
وردت على تصرف والديها بقولها: "لا أعرف لماذا هذا السباق لـ"تبييض" العمل الذي قمت به، أو الحديث عمن أكون، أو ما هي هويتي"، واعتبرت أن توقيت الإعلان عن تلك المسألة مثل بالنسبة لها "صدمة"، لكنها اعتبرت أنه سيتعين عليها "الإجابة عن الكثير من التساؤلات على مدار حياتي كلها".
وقدمت دوليزال استقالتها كرئيسة لـ"جمعية الملونين" إثر اندلاع موجة جدل واسعة النطاق بشأن حقيقة هويتها سوداء أم بيضاء، وهو الأمر الذي اعتبره ناشطون حقوقيون سيؤثر سلباً على مهام الجمعية الحقوقية وبرامجها.
وقد أعرب نشطاء بارزون سود في جمعية الملونين في مدينة سبوكان عن تأثرهم بالنبأ المذاع بشأن دوليزال، وأبدى بعضهم قلقهم بشأن امرأة اعتبروها صديقة حقيقية خلال السنوات الأخيرة.
لكن دوليزال لم تجب في خطاب استقالتها عن تساؤلات أثيرت بشأن أسباب تعمدها صبغ شعرها بألوان داكنة، والميل إلى تلوين بشرتها وزيادة سمرتها، والإيحاء بعرض نفسها كما لو كانت امرأة سوداء مختلطة الأصول على مدار العقد الماضي بأكمله.
وفي لقاءات عدة سابقة، قالت الفتاة البيضاء السمراء المثيرة للجدل دوليزال، إنها تعتبر نفسها سوداء، مشيرة إلى أنها اختارت مجتمع السود وفضلته عن ثقافة البيض خلال سنواتها الجامعية في ميسيسبي.
وعن مدينة سبوكان، يقول بروفيسور التاريخ في جامعة "إيسترن واشنطن"، لاري سيبولا، إن "مدينتنا بيضاء بامتياز"، لافتا إلى أن هناك "أشخاصا مثل راشيل يستطيعون وضع وجه أسود مستعار، على وجوههم، وخداع أي شخص".
ويضيف البروفيسور سيبولا في مكان يتلهف للتطور والبحث عن أبطال، يكون من السهل "تصديق أي شخص".
نسبة السود في مدينة سبوكان لا تتجاوز 2.3 في المائة من إجمالي قاطنيها البالغ عددهم 200 ألف، إذا قورنت بنسبة تصل إلى 13 في المائة في أنحاد الولايات المتحدة.