ضيف حلقة اليوم الخبير العسكري الاستراتيجي الدكتور سليم حربا
إعداد وتقديم نواف إبرهيم
تعيش سوريا أزمة صعبة لم تمر عليها عبر التاريخ القديم والحديث. وقد استُخدمت كل الوسائل وبكافة أنواعها من أجل إخضاع سوريا وإسقاط الدولة فيها وجميع هذه المحاولات كانت قد باءت بالفشل حتى هذه اللحظة، ولكن أخطر وأصعب الأشكال التي حاولت دول الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية بالتعاون مع بعض دول المنطقة مثل تركيا وإسرائيل ودول الخليج هي الضغط على سوريا لامتلاكها السلاح الكيميائي، مخالفين قوانين ومواثيق المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية. وفي عام 2013 قبلت سوريا بطلب من روسيا أن تتخلى عن سلاحها الكيميائي بالكامل، في الوقت الذي كانت البوارج الأمريكية تتحضر للتدخل العسكري في سوريا، وتم التفاهم بوساطة روسية على الاتفاق للتخلص من السلاح الكيميائي السوري، مقابل تراجع الولايات المتحدة الامريكية عن ضرب سوريا عسكرياً. وكان ملف السلاح الكيميائي السوري من أكثر الملفات صعوبة في ظل إجبار سوريا على التخلص من كمية قليلة من هذا السلاح، في الوقت الذي تملك فيه إسرائيل كما هائلا من هذا السلاح عدا عن الرؤوس النووية التي تعد بالمئات لدى إسرائيل، العدو التقليدي التاريخي لسوريا، ما شكل نوعا من كسر التوازن الاستراتيجي بين سوريا وإسرائيل على المدى البعيد، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، على سوريا أن توجه انتباهها بالكامل إلى الجبهة الداخلية التي غزتها المئات من المجموعات الإرهابية المسلحة التي أتى عناصرها من عشرات الدول بمساعدة دول الجوار، وعلى رأسها تركيا التي أخذت على عاتقها إقامة المخيمات ومراكز التدريب وتقديم التسليح والدعم اللوجستي وغيره وكذلك الأمر في الأردن ولبنان والعراق، ولكن بنسب مختلفة وبشكل غير رسمي وعلني كما هو الحال في تركيا والسعودية وقطر.
الأمر الأهم في هذه المرحلة هو خروج المنظمة الدولية لمنع انتشار السلاح الكيميائي بتصريح يصب حتما في مصلحة الدولة السورية التي تقارع المجموعات المسلحة منذ أربع سنوات ونيف، فهذا التصريح من هذه الوكالة الدولية يقر بوجود الحكومة السورية والدولة السورية ككيان يلتزم بالقوانين والشرائع الدولية، ويعبر عن استمرار وجود الدولة السورية كدولة منضمة إلى الأمم المتحدة، ويعطي التوصيف الجيد لسلوك الدولة السورية في الالتزام بالقوانين الدولية رغم الظروف التي تعاني منها في المرحلة الحالية.
التفاصيل في هذا الحوار الذي أجريناه مع المحلل السياسي والخبير العسكري الاستراتيجي الدكتور سليم حربا