كما نقل الأمير السعودي الدعوة من العاهل السعودي إلى الرئيس الروسي لزيارة المملكة العربية السعودية.
وأكد بوتين قبوله الدعوة بكل سرور، مضيفا أنه يتذكر زيارته الأخيرة إلى الرياض والاستقبال الحار الذي أقيم على شرفه هناك.
وأكد بوتين للأمير محمد بن سلمان أن روسيا تثمن علاقاتها الودية مع السعودية، وذكر أن التبادل التجاري بين البلدين ما زال محدودا من حيث حجمه، لكنه يتميز بديناميكية جيدة.
الاعتراف السوفييتي
بدوره، قال الأمير السعودي إن بلاده تعتبر روسيا شريكا مهما، معيدا إلى الأذهان أن الاتحاد السوفييتي كان أول دولة اعترفت بالمملكة العربية السعودية في عام 1926.
كان مصدر دبلوماسي مطلع قد قال للصحف الروسية إن زيارة العاهل السعودي إلى روسيا قد تتم قريبا، إذ تجري حاليا الاستعدادات الضرورية لها.
هذا وحضر اللقاء من الجانب الروسي كل من وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، ووزير الخارجية سيرغي لافروف، ومساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف.
اتفاق نووي
وعلى هامش زيارة وزير الدفاع السعودي إلى بطرسبورغ، أبرم الجانبان اتفاقية بين الحكومتين حول التعاون في مجال استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية.
ووقع الاتفاقية عن الجانب الروسي المدير العام لشركة "روس أتوم" الحكومية سيرغي كيريينكو، وعن الجانب السعودي رئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، هاشم بن عبد الله يماني.
وتوفر هذه الاتفاقية أساسا قانونيا للتعاون بين الدولتين في المجال النووي على اتجاهات عديدة، بينها إنشاء واستخدام وتفكيك المفاعلات النووية المخصصة لإنتاج الطاقة والأبحاث العلمية، وتقديم الخدمات المتعلقة بمعالجة الوقود النووي المستنفد، وإنتاج النظائر المشعة واستخدامها في الصناعة والطب والزراعة، وتأهيل الكوادر في مجال الطاقة النووية.
وتنص الاتفاقية على تشكيل لجنة تنسيقية لإجراء مزيد من المشاورات حول التعاون في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، وتشكيل لجان عمل مشتركة لتنفيذ مشاريع عملية ودراسات علمية.
النفط الروسي
وأضاف نوفاك أن موسكو والرياض ستستأنفان عمل اللجنة السعودية الروسية المشتركة للتعاون التجاري الاقتصادي والعلمي التقني، مشيرا إلى أن جلسة اللجنة المذكورة ستنعقد في أكتوبر/ تشرين الأول القادم بعد توقف عملها 5 سنوات.
وتابع الوزير الروسي قائلاً:
"إن روسيا لا تسعى لاستبدال شركائها في مجال التعاون النفطي والغازي، وتريد أن تهيئ الظروف لشركاء جدد".
مشروعات فضائية
وتخطط وكالة الفضاء الروسية "روس كوسموس" بالتعاون مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لتنفيذ مشاريع مشتركة في مجال تطوير البنية التحتية الفضائية على أراضي المملكة العربية السعودية وروسيا، حسب ما أفاد به رئيس الوكالة الروسية إيغور كوماروف.
وجاء تصريح كوماروف، الخميس، بعد توقيع "مذكرة النوايا" مع رئيس المدينة الأمير تركي بن سعود بن محمد، في مجال استكشاف واستخدام المجال الفضائي للأغراض السلمية، على هامش منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي.
وقال كوماروف إن الصناعة تتطور في السعودية بنشاط، وثمة أفكار تتعلق بإنشاء مطارات فضائية، "ولدينا خطط كبيرة خاصة بتطوير البنية التحتية الفضائية، وتطبيق مشاريع علمية ومشاريع تتعلق برحلات الفضاء، وبالطبع سنقترح على شركائنا المشاركة فيها".
هذا وأوضح المكتب الصحفي لـ "روس كوسموس" أنه يجري حاليا تحضير اتفاقيات بين موسكو والرياض حول التعاون في مجال استكشاف واستخدام المجال الفضائي للأغراض السلمية، وكذلك اتفاقيات حول التعاون الطويل المدى في مجال الاستخدام المشترك لمنظومة الملاحة الفضائية الروسية "غلوناس".
وأضاف أن الرياض مهتمة بمشاركة روسيا في إنشاء أسس القطاع الفضائي السعودي وصياغة البرنامج الفضائي الوطني.