قطع الرئيس فلاديمير بوتين الشك باليقين خلال التصريحات التي أدلى بها للصحفيين، على هامش المنتدى الاقتصادي الدولي الذي أقيم مؤخراً في مدينة بطرسبورغ الروسية، هذه التصريحات لم تكن عادية، وأتت في ظروف غير عادية، انطلاقا من أجواء المنتدى الذي يشارك فيه العديد من الدول التي تختلف كليا مع روسيا بشأن الأحداث الجارية في سورية، وبالتحديد المملكة العربية السعودية التي شكلت الممول الأكبر لعميات أو محاولات إسقاط نظام الحكم في سورية على مدى أربع سنوات كاملة.
فكلام الرئيس فلاديمير بوتين كان واضحا وفيه العديد من الرسائل الموجهة إلى القيادة السورية وإلى الشعب السوري بالدرجة الأولى وطمأنتهم بأن روسيا لم ولن تغير موقفها لابل تؤكد عليه من جديد، والرسائل الأخرى هي إلى الأطراف الداخلة أو المتدخلة في الشأن السوري سواء أكانت غربية أو عربية، بأن روسيا لن تستثمر هذا المنتدى من أجل المساومة على سورية ما خيب آمال العديد من الذين ظنوا بأن روسيا، لقاء بعض المشاريع، يمكن أن تتخلى عن دعم سورية والحكومة الشرعية السورية التي تواجه الإرهاب، لقد جاء بالحرف على لسان الرئيس بوتين التالي:
روسيا مستعدة لإجراء حوار مع الرئيس بشار الأسد للقيام بإصلاحات سياسية في البلاد، وقال أيضا: إننا على استعداد للدخول في حوار مع الرئيس بشار الأسد لجهة أن يقوم وبالتعاون مع المعارضة السلمية بإجراء إصلاح سياسي، معربا عن اعتقاده "بأن ذلك أمر بناء للغاية وقابل للتنفيذ
وفي رده على سؤال حول إمكانية طلب روسيا من الرئيس الأسد التخلي عن منصبه، قال الرئيس الروسي إن "هذا الموضوع لا يمكن لأحد أن يطرحه سوى الشعب السوري بذاته".
وأضاف بوتين: "إننا مستعدون للاستمرار بالعمل مع الرئيس الأسد لضمان الطريق إلى التحولات السياسية كي يشعر جميع المواطنين في سورية بإمكانية الوصول إلى آليات الحكم والابتعاد عن المواجهة المسلحة، ولكن ذلك لا يمكن تحقيقه عن طريق استخدام القوة".
ونوه الرئيس بوتين إلى "أن بواعث قلق بلاده مبنية على حقيقة أن سورية يمكن أن تذهب إلى نفس المسار الذي سارت فيه ليبيا والعراق، بعد أن حاولت الولايات المتحدة والدول الغربية تحقيق الديمقراطية فيهما وأعدموا الرئيس العراقي السابق صدام حسين وتم قتل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، وكانت النتيجة ذهاب العراق إلى الدموية وانتشار القتل والإرهاب، وليبيا لم يبق منها سوى الاسم، ونحن لا نريد لسورية أن تقع في نفس المصير. هذا هو موقفنا، من هنا ننطلق فيه لدعم الحكومة السورية الشرعية ودعم الرئيس بشار الأسد، ولا يجب على أحد أن يتوقع منا موقفا آخر، ونحن مقتنعون بهذا الموقف، وسنستمر عليه ومستعدون لمساعدة ودعم الرئيس بشار الأسد لإجراء إصلاحات سياسية في البلاد".
التفاصيل ناقشناها مع ضيف حلقة اليوم الباحث السياسي والاجتماعي الدكتور طالب إبراهيم.