زهراء الأمير- بيروت
وأوضح خالد حدادة أنه مع ازدياد خطر تمدد التنظيمات الإرهابية إلى لبنان وتصاعد حدة الاشتباكات بين جبهة النصرة و"داعش" من جهة، وحزب الله من جهة أخرى في جرود القلمون، قرر الحزب الشيوعي اللبناني العودة إلى ساحة القتال وحمل السلاح.
وتابع حدادة قائلا: "إن الحزب الشيوعي اللبناني حزب مقاوم يدافع عن سيادة الوطن والشعب في كل المجالات، من المجالات الاقتصادية والاجتماعية إلى التغيير السياسي، والدفاع عن الأرض عندما تتعرض لاعتداء بكل أنواع الأسلحة المتاحة جماهيرياً وشعبياً، وأن هذا الموقف للحزب تاريخي من الانتداب الفرنسي إلى حلف بغداد إلى الأسطول الأميركي عام 1958 وإلى مبادرة الحزب في إنشاء المقاومة ذات الطابع الشعبي نتيجة تقصير الدولة في مواجهة العدو الإسرائيلي.
وشدد على أن "داعش" والخطر الإرهابي على حدود لبنان الشرقية يساوي خطر العدوان الإسرائيلي في الجنوب، وسيكون الحزب مستعد لمواجهة هذا الخطر، وهناك عامل جديد في هذه المرحلة وهو أن الجيش اللبناني يقوم بدور وطني في الدفاع عن حدود لبنان ولذلك تمت الدعوة إلى مقاومة شعبية تكون ظهيراً للجيش اللبناني في معركته بوجه الإرهاب.
وأشار حدادة في معرض حديثه عن الإمكانيات العسكرية للحزب إلى أن الحزب كما استطاع مقاومة إسرائيل بالأسلحة الفردية الموجودة في كل بيت لبناني سيكون الأمر كذلك، موضحاً أن مواجهة الحزب الشيوعي تأخذ بعداً شعبياً. أما بالنسبة لمعركة جرود القلمون و معركة عرسال قال حدادة إن الحزب سيكون مع كل ما يبعد الخطر عن حدود لبنان، خصوصاً أن مواجهة الخطر التكفيري يتم بالتنسيق مع الجيش اللبناني، وأن تخفيف الخطر على الحدود هو عمل إيجابي.
أما عن الاسباب الفعلية التي أدت إلى بروز التنظيمات الإرهابية في العالم العربي قال حدادة أن الأسباب تاريخية، لها علاقة بفشل مشروع التحرر ودور الأنظمة وتحولها من أنظمة وطنية إلى أنظمة رهنت اقتصادها للاقتصاد الغربي مما تسبب بالجوع والفقر في بلادها، ولجوء الأنظمة إلى عملية القمع هي إحدى الأسباب المهمة في تكوين البيئة الفقيرة الحاضنة لأي نوع من أنواع الإرهاب.
وأشار إلى أن الهجمة المضادة على طموحات الشعوب العربية التي تجلت بالانتفاضات من سوريا، ومصر، وتونس إلى كل الدول العربية، هي هجمة خاضتها الولايات المتحدة الأمريكية لترفض العمل الناتج عن هذه الانتفاضات بخطتها من أجل الفوضى الخلاقة في المنطقة وخلق الدول الدينية المتصارعة لكي يتاح لأميركا السيطرة على جميع دول منطقة الشرق الأوسط، والدور الأمريكي في المنطقة كان سبباً في خلق الأدوات الإرهابية لخدمة المشروع الأمريكي الذي يتم تمويله من قبل ممالك وإمارات الخليج وبشكل أساسي المملكة العربية السعودية.