إعداد وتقديم نواف إبراهيم
تستمر حرب المجموعات الإرهابية المدعومة من قبل بعض دول الغرب وبعض الدول العربية وخاصة الدول الخليجية ومعها تركيا وإسرائيل في الحرب بالوكالة على سورية منذ أربع سنوات ونيف، هذه الحرب لم تتوقف على الساحة السياسية والعسكرية والإقتصادية، بل طالت الشجر والحجر والبشر دون أن يحرك العالم المتحضر ساكناً أمام كل هذا الدمار والعدد الكبير الذي وقع من الضحايا المدنيين الأبرياء في مناطق مختلفة من سورية حيث تتواجد المجموعات الإرهابية المسلحة تحت ألوية وتسميات مختلفة، تدعي أنها تريد الحرية والديمقراطية وإقامة العدل والإنسانية على الأرض السورية وماحولها كما هو في العراق، وظهور مايسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام.
قامت داعش بجرائم يندى لها جبين البشرية من قتل وذبح وبقر بطون وصلب وتقطيع الأوصال وتفجيرات انتحارية طالت الآلاف من الأبرياء، وتطورت الأحداث الى أن قامت بتدمير المعالم الحضارية والمتحاف الأثرية في سورية والعراق بحجة أنها بدعة من بدع الإنسان وهي مدعاة للكفر بالله عز وجل وتخالف قواعد الإسلام الحقيقي على حد قولهم، فقد دمر داعش ما دمره من أثار في العراق وفي مناطق مختلفة من سورية والتي تعد معالمها الآثرية بأكثر من عشرة آلاف معلم ، جزء كبير منها يعتبر من الإرث الحضاري العالمي ويأتي تحت حماية اليونسكو المنظمة الدولية التي لم تحرك ساكناً على المستوى الدولي لحماية الآثار والتاريخ الإنساني ليس في سورية والعراق فقط بل وفي اليمن الذي يتعرض حاياً الى أعتى حملة لتدمير البلاد ومقدراتها وبالدرجة الأولى إرثها التاريخي والحضاري العريق.
وهاهو داعش يدخل منذ فترة وجيزة ويسيطر على أحد أهم المعالم الإنسانية التاريخية العريقة وهي مدينة تدمر السورية حيث دمر ما دمره ونهب ما نهبه من الآثار والقطع النادرة في الوقت الذي استطاعت المديرية العامة للآثار والمتاحف في سورية جمع أكثر من 90 بالمئة من القطع الأثرية الثمينة وخبأتها في مكان أمين ،ليأتي داعش وحسب الأنباء الواردة ليفخخ ما تبقى من الحجارة والأضرحة والمعالم والجدران التي تحكي قصص حضارات غابرة في التاريخ مرت على سورية وعلى العالم كي يمسحها عن وجه الأرض وكأنه بذلك سيحقق بالفعل الحرية والديمقراطية للشعوب المظلومة، فمن المظلوم هنا الشعوب أم الأوطان أم التاريخ؟ وهل يحق للعالم كله أن يسكت ويغض الطرف عن كل ماتقوم به هذه المجموعات الإرهابية ؟ وكيف لمديرية الآثار والمتاحف السورية أن تقدر على مواجهة هذا التدمير البشع للتاريخ بكل أنواع الحقد والسلاح؟
هذه التساؤلات وغيرها نطرحها في حلقة اليوم على المدير العام للآثار والمتاحف في سورية الدكتور مأمون عبد الكريم