دمشق- سبوتنيك- فداء محمد شاهين
والمفارقة أن أغلب المستغلين قد لا يردعهم التزامهم الديني عن ممارسة "السبعة وذمتها بحق المستهلك"، لنجد أن دمشق ذات الغالبية المحافظة لا تنفع مع بعض تجار أسواقها العتيقة دعوات الالتزام الروحي والأخلاقي وتخفيف الأعباء المادية على الصائمين.
يضج الشارع كثيراً من ظرفية المناسبة ومتطلبات الأكل والشرب فيها، فجل ما يوفره المواطن لهذا الشهر يبتلعه سوق رمضان في ظل ارتفاع كيبر للأسعار، ليطفو السؤال.. في حال غياب أي حس أخلاقي كيف تنفع مع التاجر دعوات الالتزام؟
يحمل المواطن رضوان مغربي أكياس خضار وخبز، وهو يسير في ساحة الحريقة بدمشق ويقول لوكالة "سبوتنيك" إنه يقوم بشراء الأرز، الذي يوزع كمعونة على المهجرين لسعره المناسب، فلم يعد يستطيع شراءه من المحلات والمخازن لسعره المرتفع، ولم يعد اجتماع الأقارب على موائد الإفطار كسابقه، ليقتصر الدعاء على انتهاء الأزمة، وعودة الأمان والاستقرار إلى البلد.
وفي الجانب المقابل من الشارع تقف المواطنة أميرة الشربجي لتستريح من عناء الجولة الطويلة التي تقوم بها كغيرها من المواطنين على جميع المحلات حتى ترى السعر المناسب والأقل للمواد الغذائية، نظراً لاختلافها بين محل وآخر.
ولم يخف صالح، البائع الجوال، الذي يجر عربة محملة ببعض المواد في شوارع السوق، قيام التجار بالاستغلال وزيادة الأسعار لاسيما عند قدوم العيد لتحقيق مكاسب مالية عالية.
أما محمد تاجر خيوط في دمشق، قال إن جميع المواد متوفرة، ويختلف سعرها بحسب الجودة، ففي الصالات الاستهلاكية سعرها منخفض في حين سعرها مرتفع في المحال التجارية، فيما يرى أحد التجار أنه لا يمكن أن يبيع الأصناف بأقل من السعر الذي اشتراها.
وتبقى الشكوى المريرة من ارتفاع الأسعار تتناقلها ألسنة المواطنين الذين يعانون الأمرين بين نيران أسعار ملتهبة لسلع تتناقص وتتزايد في كمياتها وجودتها، وتجار يمارس بعضهم الاستغلال ويملأهم الجشع أملاً في تحقيق "أرباح فاحشة" حتى لو كان ذلك في ساعات الصيام والقيام في شهر رمضان الفضيل، "فلكل ساعة ربها"، حسبما يدعون.