ضيف حلقة اليوم الخبير العسكري الاستراتيجي الدكتور سليم حربا
إعداد وتقديم نواف إبرهيم
تشتعل جبهات المواجهة بين الجيش العربي السوري وقوات الدفاع الوطني والمقاومة من جهة، والمجموعات الإرهابية المسلحة وعلى رأسها داعش وجبهة النصرة من جهة أخرى، في مناطق مختلفة من الجغرافيا السورية، ولكن الجبهات الأكثر اشتعالاً في الفترة الأخيرة هي جبهة الزبداني التي تسير بوتائر عالية جداً بعد أن قطع الجيش العربي السوري الحبل السري مابين جبهة القلمون مروراً بتدمر، وكبد المجموعات المسلحة في زمن قياسي خسائر فادحة في العدة والعتاد والعدد، يأتي هذا التقهقر الحقيقي للمجاميع الإرهابية بالتوالي بعد أن فشلت الجبهة الجنوبية التي تم التحضير لها بشكل كبير جداً على الحدود السورية الأردنية لتمتد إلى الحدود السورية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، لتبقى جبهة الشمال بالكامل وتحديداً جبهة حلب الجبهة الأكثر خسارة للمجاميع المسلحة التي حاولت الإمتداد على الأراضي السورية وعلى الحدود التركية السورية رافقها ارتفاع صوت رئيس تركيا رجب طيب أردوغان معبراً عن عزمه إنشاء منطقة عازلة على الحدود مع سورية متذرعاً بالتخوف من إقامة دولة كردية في هذه المنطقة، لكن على خلفية هذه التطورات قام الجيش العربي السوري بعمليات عسكرية محكمة ومتقنة حققت الكثير من الانتصارات للجيش قطعت الطريق في عدة محاور على المجموعات المسلحة في الاتصال وتقديم الدعم لبعضها البعض سواء بالمقاتلين أو السلاح والدعم اللوجستي، مماجعل المشهد الاستراتيجي لمجريات الأحداث في سوية أكثر تعقيدا وأكثر صعوبة أمام أخطر وأكبر العمليات القتالية التي تجري لأول مرة منذ بدء العمليات الإرهابية في سورية، في محاولة لتعويض الخسائر التي منيت بها الجهات والدول الداعمة لهذه المجموعات وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي باتت محرجة أما روسيا بعد ان أمسكت بزمام العديد من الملفات الهامة على المستوى الإقليمي، ولم تستطع جر الناتو إلى حرب في المنطقة فيظل مقامرة دولية إقليمية خربطت حساباتها الدبلوماسية السورية والانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري على الأرض، ومن هنا نرى أن هذه الدول توجهت إلى روسيا وإلى الرئيس بوتين تحديدا من أجل إنقاذ نفسها من نيران لهب الإرهاب الذي دعمته لإسقاط سورية ، مما جعل الرئيس بوتين وانطلاقا من ثقته بصلابة الموقف السوري عسكريا وسياسيا إلى الدعوة إلى تشكيل حلف من أجل مواجهة الإرهاب الذي بات يشكل خطراً حقيقياً على الأمن والاستقرار العالميين.
وانطلاقا من مجرى الصراع في المنطقة وتحديداً في سورية ينتظر الكثير من التطورات التي من شأنها أن تضع حداً لتمدد داعش والمجموعات الإرهابية وداعميها، والمشهد السياسي والميداني الحالي يدل وبشكل قاطع على أن المرحلة القادمة ستكون أكثر حساسية وأكثر صعوبة في الانتقال إلى مشهد جديد من شأنه أن يلجم الإرهاب ويقضي عليه بالتتابع خلال الأشهر أو السنوات القادمة، ولكن السؤال الأساسي الذي يطرح نفسه هنا: هل ستتسع طاولة الحوار للجميع أم أنها ستختصر على الجبابرة وسورية والعراق كون الوكر الإرهابي أو الجسم الإرهابي الأكثر قوة وتمددا يوجد في هاتين الدولتين؟
التفاصيل في هذا الحوار الذي أجريناه مع المحلل السياسي والخبير العسكري الاستراتيجي الدكتور سليم حربا