"هباءً منثورا"
أصبح الإنفاق على الأسلحة غير الفعالة لدى الولايات المتحدة إما عادة أو قانونا، وحتى الصحفيين الأمريكيين من صحيفة "لوس أنجليس تايمز" اتهموا وكالة الدفاع الصاروخي الأمريكية في تمويل الأبحاث عديمة الفائدة، حيث تم إنفاق حوالي 10 مليارات دولار على الأبحاث، و2.2 مليار دولار أنفقت في تطوير نموذج أولي لنظام الرادار العائم SBX، و5.3 مليار لاختراع بندقية ليزر لـبوينج 747، واعترف بأن النموذجين عديما الفائدة لأغراض عسكرية، لكن البنتاغون لم يتوقف والمشاريع عديمة الفائدة لم تصبح أقل.
شاهد الرسوم المتحركة بكثرة
سميت واحدة من قصص الرسوم المتحركة "الأنيمي" الياباني "القنبلة النتنة"، السلاح الأكثر فتكا، وتدور القصة حول شرح تجربة لإنشاء الذخيرة "ذات رائحة".
وقد استخدم البنتاغون فكرة الرسوم المتحركة في تطوير سلاح جديد، وبأمر من وزارة الدفاع الأمريكية بدأ الكيميائيون والبيولوجيون الأمريكيون في تطوير قنبلة نتنة "ستينك بومب"، وتم تكليف الباحثين بابتكار أكثر رائحة مثيرة للاشمئزاز، وقد أنفق البنتاغون على هذه الروائح الكثير من النقود، حيث جرب كل الروائح من القيء وتعفن القمامة والفضلات والسمك المعفن وغيرها بخلطها بمكونات كيميائية.
ومن خلال البحوث المكثفة، وصل العلماء لعدة اكتشافات تستحق جائزة نوبل لأكثر البحوث غباء، وبعد ذلك استنتج الباحثون أنه يجب ملء القنبلة بمزيج من الروائح. وتمكنت من صنع القنبلة.
وقد علقت الصحيفة البريطانية "جارديان" بسخرية: " البنتاغون أنفق الكثير من النقود على تطوير تقنيات، معروفة لطلاب المدرسة، البالغين 10 أعوام منذ عقود من الزمن، أي أن أي طالب يعلم كيف يضع الفضلات في أكياس ويرميها من النوافذ". الأمريكيون منذ زمن يحاولون اختراع أسلحة غريبة منها مايسبب العمى أو الشلل المؤقت، ولكن عندما يتعلق الأمر بالحرب تستخدم أمريكا الأسلحة الخطيرة.
وإذا حكمنا من خلال حقيقة أن الولايات المتحدة لم تستخدم هذه القنابل لافي يوغوسلافيا ولا في العراق و لا في أفغانستان، ولا في معركتها مع "داعش" لم تستخدم الولايات المتحدة مرة واحدة في الذخيرة رائحة كريهة، فإن هذه التجارب والنقود ذهبت دون أي فائدة تذكر.
هذه الأسلحة لا تحتاج إلى جنود
على ما يبدو، إن تطوير مثل هذه الأسلحة يتطلب استثمار موارد، بحيث تصبح أمريكا غير قادرة على دفع التكاليف للجيش، وقد ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس"، أن أمريكا تخطط في سبتمبر 2017 بالحد من عدد أفراد القوات المسلحة من 490 ألفاً إلى 450 ألف شخص.
يجب القول إن الحديث عن الحد من أفراد القوات المسلحة في الولايات بدأ منذ فترة طويلة. بل هو جزء من خطة تخفيض الإنفاق في مجال الدفاع.