وشهد المجرى الملاحي ببورسعيد، تشديدات أمنية مكثفة منذ الصباح الباكر، حيث انتشرت اللنشات الحربية التي تؤمنه حتى وصوله إلى مدينة الإسماعيلية، ليستقله رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي في حفل افتتاح "القناة الجديدة".
شيد يخت "المحروسة" عام 1863، حين أمر الخديوى إسماعيل بإنشائه، وأسندت المهمة لشركة "سامودا" بلندن، وتم الانتهاء منه في أبريل عام 1865، وكان طوله آنذاك (إذ أجريت عليه تعديلات لاحقة) 411 قدماً وعرضه 42 قدماً، وتبلغ حمولته 3417 طناً، وكان يسير بالبخار بوقود الفحم بواسطة "طارات" جانبية بسرعة 16 عقدة في الساعة.
شاهد تاريخي
كان لليخت السبق كأول عائمة بحرية في العالم تعبر قناة السويس عام 1869، وعلى متنه الملوك والأمراء، ومنهم الإمبراطورة أوجيني إمبراطورة فرنسا وزوجة نابليون الثالث، وأمير وأميرة هولندا، وإمبراطور النمسا فرانسوا جوزيف، وولي عهد ألمانيا الأمير فريدريك، وحينها أهدت الإمبراطورة أوجيني للخديوي إسماعيل بيانو أثري صنع خصيصا لها في شتوتجارت بألمانيا عام 1867، وعزفت عليه بنفسها على ظهر اليخت، وما زال موجوداً حتى الآن، بنفس حالته الأصلية، على متن "المحروسة".
وأجريت على يخت "المحروسة" تعديلات عدة غيرت من معالمه أبرزها في عام 1872، حينذاك أرسل إلى لندن لزيادة طوله 40 قدماً، وبعدها اصطحب الخديوي إسماعيل بعد عزله عن العرش عام 1879 إلى نابولي في إيطاليا.
وفي عام 1894 تم تغيير الغلايات بورشة "حسبو" بك بالإسكندرية ، وفي عام 1905 عدل الشكل الخارجي، وأجريت تعديلات لتطوير وسائل الدفع بترسانة إنجلترا، حيث تم نزع "الطارات الجانبية" لتحل محلها "الرفاصات"، وزود بأحدث توربينات بخارية في العالم.
كما تم تزويده بالتلغراف عام 1912، وفي عام 1919 عاد اليخت إلى إنجلترا لدخول الحوض بميناء "بورت ثماوث" لتغير وقود الفحم إلى مازوت، وتمت إطالة اليخت 27 قدماً من المؤخرة، وفي الفترة من عام 1949 تم تطوير وتعديل اليخت بالترسانة البحرية بـ"جنوه" في إيطاليا، ليصبح عام 1952 من أحدث اليخوت في العالم، آنذاك.