وشارك مقاتلون إيزيديون ومسيحيون، قوات البيشمركة الكردية التابعة لإقليم كردستان، في فرض الحصار على "داعش" في نينوى ومركزها الموصل، لتحريرها بمشاركة أساسية للجيش العراقي والقوات الاتحادية.
وكشف المستشار الإعلامي لرئيس إقليم كردستان العراق، كفاح محمود، لـ"سبوتنيك"، الأحد، أن قوات البيشمركة تمكنت من محاصرة الموصل من ثلاث جهات تمهيداً لتحريرها من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأوضح محمود معدداً الجهات، شمالاً من جهة قرى القوش وقضاء تكليف، حيث يقطن غالبية من المكون المسيحي والآشوري، وغرباً من صوب سنجار القضاء الايزيدي، الذي شهد سبي العراقيات الايزيديات بعد ذبح ذويهن على يد تنظيم "داعش".
ومن الجهة الشرقية تمكنت البيشمركة مع قطع إمداد "داعش" إلى الموصل، من محوري مخمور والگوير جنوب شرق نينوى.
واعتبر محمود، الحصار الثلاثي الذي يفرضه البيشمركة، سيساعد القوات الاتحادية مع التحالف الدولي ضد الإرهاب، في البدء بعمليات تحرير الموصل.
وتطرق محمود، إلى مباحثات رئيس إقليم كردستان، مسعود البارزاني، مع وزير الدفاع الأمريكي، أشتون كارتر، الذي زار الإقليم وبغداد أواخر الشهر الماضي، حول دعم الولايات المتحدة الأمريكية للبيشمركة بتسليحها من واشنطن وحلفائها والاستمرار في تدريبها.
يسيطر تنظيم "داعش"، منذ منتصف العام الماضي، على نينوى موطن "الثيران المجنحة" الآشورية الشهيرة، التي يعود تاريخها إلى ما يقرب من 3 آلاف عام، بعد أن اقتلع وجود الأقليات الدينية القديمة من المحافظة وهجرَ مئات الآلاف منها ونفذ إبادات وحشية طالت جميع قاطنيها من شباب وعجائز ولم يفلت حتى الأطفال من آلة القتل الداعشية.
وتعتبر الموصل، ثاني أكبر مدن شمال العراق من حيث السكان، وكان يقطنها خليط من الأقليات وغالبية من المكون السني. وبقيت الموصل على مدار سنوات طويلة إثر سقوط نظام صدام حسين رئيس البلاد الأسبق ودخول القوات الأمريكية عام 2003، "منطقة ساخنة" جداً، بعد أن كانت لعقود طويلة مدينة سياحية وآثرية بامتياز.