وأكد أبو عبدالله أن الولايات المتحدة لا ترغب في إعلان فشل عملياتها الداعمة لما يطلق عليها "المعارضة المعتدلة"، ولاسيما بعد أن أعلن مؤخرا أن "جبهة النصرة" الإرهابية تمكنت من القبض على 8 عناصر من الفرقة (30) التي جرى تدريب أفرادها البالغ عديدها 60 عنصرا مسلحاً خضعوا لبرامج تدريب وضعها البنتاغون على الأراضي التركية.
ولفت إلى أن واشنطن لها باع طويل في التعامل مع التنظيمات الإرهابية مثل "داعش" و"القاعدة"، ثم تدريب ما يسمى بـ"معارضة معتدلة"، مبينا أن تلك الاستراتيجية أثبتت فشلها.
وقال الباحث السوري إن القوى الفاعلة على الأرض هي الحركات الإرهابية التكفيرية، مما سيفرض على واشنطن التعاون والتعامل مع الدولة السورية للقضاء على الإرهاب الذي اجتاح البلاد منذ أربع سنوات، متوقعاً أن تقوم واشنطن بـ"فتح خط اتصال مباشر مع الدولة السورية".
وعلى صعيد المنطقة العازلة التي ترغب تركيا في إنشائها، قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق، الدكتور بسام أبو عبد الله، إنها منطقة لم تحظ بـ"أي دعم أي طرف من الأطراف الدولية"، مؤكدا أن دخول الجيش التركي برياً يعد بمنزلة "الدخول إلى مستنقع سيكبدها الكثير من الخسائر".
وقال أبو عبدالله "إن "داعش" أحد أدوات تركيا في المنطقة، وهي طرف أساسي داعم لها برغم إدعائها ضرب الأكراد نتيجة نجاحهم في الانتخابات الأخيرة، وحتى يستطيع أردوغان وحزبه التفرد بالحكومة المقبلة".
ودعا الأكاديمي السوري إلى "ضرورة الضغط على تركيا لوقف تمويل الجماعات الإرهابية في سوريا"، مؤكدا أن "تركيا مهزومة، وفي وضع حرج لأن أوراقها انكشفت وسياستها الخارجية أثبتت فشلها على صعيد المنطقة".
وشدد على أن "قطع الدعم اللوجيستي الذي تقدمه تركيا عن تلك التنظيمات الإرهابية، ستمكن الجيش العربي السوري من القضاء عليها"، مشيرا إلى أن "من استخدم الإرهاب لتحقيق أهدافه انقلب عليه، فالإرهاب بات خطراً داهماً على دول المنطقة كافة".