وقال لافروف في مؤتمر صحفي عقد في الدوحة، الاثنين، مع نظيره القطري، خالد العطية، إنه لم يتمكن من زحزحة موقف نظيره الأميركي، جون كيري، في اجتماع ثلاثي شهدته العاصمة القطرية ضم وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، حيال دعم المعارضة المسلحة، التي يقال عنها "معارضة معتدلة"، محذرا من خطورة ذلك النهج لأن دعم الجماعات المسلحة "يشكل تهديداً في نهاية المطاف".
وأضاف لافروف "قلنا لزملائنا الأميركيين إن أهم شيء يكمن في أن جميع التدريبات الأميركية على أراضي الدول المجاورة لمسلحي ما يعرف بالمعارضة المعتدلة، ينتهي بهم المطاف بأن معظمهم ينضم إلى المتطرفين".
وأكد لافروف ثبات موقف بلاده حيال الأزمة السورية مشددا على دعمه للدولة السورية قائلاً "نعم نحن نقدم الدعم العسكري التقني للحكومة السورية لمحاربة هذا التهديد (التنظيمات الإرهابية) ولدينا الأساس المبدأي لذلك، لأنه من دون هذا الدعم لكانت الأراضي التي تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية قدرت بمئات وآلاف الكيلومترات المربعة".
ولدى رده على سؤال بشأن لقائه مع الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض، معاذ الخطيب، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن ما دار من حديث معه لا يشكل أي تغيير في موقف بلاده تجاه الحكومة السورية، قائلاً "إن هذا يعكس خطنا المبدأي أننا نعمل مع الجميع من أجل إنهاء الأزمة السورية سلميا، ولا نختار بين المعارضين، ولأننا مقتنعون بأن حل الأزمة السورية يجب أن يركز على حوار بناء بمشاركة الأطياف السورية كافة".
وأشاد الوزير الروسي بالدور الذي تلعبه الأمم المتحدة في دعم الحوار والحل السياسي للأزمة السورية، مؤكدا أن جهود التي يبذلها مبعوث الأمم المتحدة لدى سوريا، ستيفان دي ميستورا، يمكن أن تصل إلى حلول سلمية لهذه الأزمة.
واتهم لافروف بعض الدول بعرقلة إجراء الحوار السياسي بين الفصائل السورية والحكومة، قائلا "إن كثيرا من الدول تفتعل عراقيل لتأجيج الصراع السوري السوري"، مؤكدا أن بلاده تقدم الدعم للشعب السوري والمساعدات للحكومة لمحاربة تنظيم "داعش"، مبينا أنه لا يمكن استئناف الحوار والتوصل إلى حلول دون استمرار الحوار مع الحكومة السورية وعلى أساس المرجعيات التي شكلها "بيان جنيف" الرامي إلى منع التدخل الأجنبي، والحفاظ على وحدة التراب السوري، واحترام الأقليات.
وعلى صعيد الملفات الاقتصادية التي بحثها مع نظيره القطري، قال لافروف إن روسيا وقطر اتفقتا على تنسيق العمل في سوق الغاز العالمية، وقال "أكدنا على الرغبة المتبادلة بتعزيز وتنسيق العمل في سوق الغاز العالمية بصيغة ثنائية وبصيغة منتدى الدول المصدرة للغاز".
وأبدى وزير الخارجية الروسي، ترحيب موسكو بالرغبة القطرية في تعزيز تعاونها الاستثماري مع روسيا قائلاً "لقد رحبنا باهتمام شركائنا لتفعيل عمل صناديق الاستثمار القطرية في روسيا، وتوسيع هذا التعاون".