من موقعه كزعيم ديني واجتماعي على مستوى طائفة الدروز عبّر الشيخ حكمت الهجري عن موقف طائفته حيال الأزمة في سوريا، وقال في تصريح خاص لوكالة "سبوتنيك" الروسية، إن "تاريخنا يثبت حقيقة وجودنا كموحدين، بأننا ملتزمون سواء على المستوى الجغرافي، والفكر الوطني والسياسي والعقائدي، وبالحفاظ على وجودنا، ولن نكون إلا حماة للثغور ومتمسكين بأرضنا أينما كنا".
سبوتنيك — السويداء — فداء محمد شاهين
ويستشهد الشيخ الهجري بدلائل الوجود الدرزي في فلسطين المحتلة، فطائفة المسلمين الموحدين هناك تشبثت بأرضها، ولم يرحل شخص واحد عنها منذ 1948، وحالياً لن يتبدل ويتلون الموقف تجاه بلدهم ولم يبدلوا حتى الهوية السورية. وجدد الرئيس الروحي للموحدين تمسكه بالعمل تحت مظلة المؤسسة والدولة والقانون في سورية التي بناها المؤسس الراحل حافظ الأسد واليوم النهج مستمر بوجود الرئيس بشار الأسد، وأن الموقف على مستوى طائفة المسلمين الموحدين واحد تجاه الوطن أينما كنا على المستوى الإقليمي.
وقال الشيخ الهجري إن "الهم السوري هم كل موحد مسلم ورغم محاولات الاحتلال الإسرائيلي إثارة البلبلة وتغذية "أزلام" له ليقوموا بخلق الفتنة على المستوى السياسي والاجتماعي، وحتى العسكري إلا أننا، كسوريين، نحن الحاضن الأول والأقوى للمقاومة، وتجربة العدو في جنوب سوريا لن تنجح أبداً كما فشلت من قبل في جنوب لبنان".
وتابع سماحة الشيخ بأنه "على مستوى طائفة المسلمين الموحدين لا يوجد معارضين للفكر الوطني، ونحترم جميع الآراء، فلكل شخص له رأيه الإصلاحي ونحن له الحاضن، وهذا ما وجه به الرئيس بشار الأسد في خطاب القسم، ونحن منفتحون على أي فكرة تقود إلى التطوير والتحديث وملتزمين بالدستور".
وأردف بأن الشعب والدولة والجيش يكافح الإرهاب على مستوى المنطقة إقليمياً وعالمياً، فالإرهاب في سورية ممول من إسرائيل وأغلب الدول الداعمة للإرهاب في العالم.
وحول ظروف السويداء قال الهجري: "رغم المحنة والوضع الأمني الصعب التي تمر به البلاد مازالت الظروف جيدة في محافظة السويداء، وهذا يعود للحفاظ على الأخلاقيات والعناوين الوطنية، وعلى المستوى الاجتماعي، ونحن كمواطنين نشكل رديف للجيش العربي السوري".
وختم الشيخ الهجري حديثه قائلاً "إن المؤامرة التي تمر بها سورية منذ خمس سنوات خطط لها منذ زمن طويل، والمنفذ أزلام لكل من يراهن خارج وطنه والاحتلال الإسرائيلي، هو الموجه الرئيسي لهذه الفتن إضافة للدول الداعمة للازمة التي يمر بها الشعب".
يشار إلى أن جد "الهجري الحفيد"، الشيخ أحمد الهجري "الجد"، الذي توفي في عام 1953، كان من كبار المقاومين وممن قدموا إلى المشانق عام 1910 بدمشق، وحمل مهمة الرئاسة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين لمدة 60 عاماً.