دمشق - سبوتنيك — فداء محمد شاهين
تكريم متفوقين
على الرغم من الظروف المأساوية التي يشهدها المخيم كغيره من المناطق السورية الساخنة، إلا أن الأهالي مصرون على الصمود والعيش، فبينما كانت "منظمة الشبيبة التقدمية" التابعة للجبهة الشعبية — القيادة العامة تكرم الأطفال الفلسطنيين المتفوقين، تحت أزيز الرصاص في منطقة مخيم اليرموك، كان يرتقي الشهداء في الجهة المقابلة من تواجدنا، والتي يفصلنا عنها بضعة أبنية، ثقبت جدرانها برصاص الحاقدين على أهل المخيم.
أبو عمر عز الدين يوسف، هو مسؤول "منظمة الشبيبة التقدمية"، تحدث لـ"سبوتنيك"، مشيراً إلى أنه تم تكريم الطلاب الذين خضعوا للمتابعة في المعهد والروضة منذ بداية العام الدراسي، وتم تقديم الهدايا الرمزية لـ 60 طالب متميز، من الصف الأول حتى الثامن، بهدف تشجيع الطفل وحثه على متابعة الدراسة، علماً أن المكرمين من أبناء الشهداء والمقاتلين في المخيم.
قتل العشرات
وأكد يوسف أنه بعد الاستطلاع والمراقبة لمدة أسبوع، تم اكتشاف ثغرة للمسلحين وقامت الفصائل باستهدافها والتقدم باتجاهها من قبل لواء اليرموك والجبهة الشعبية — القيادة العامة، من محور شارع 30، وتم
قتل العشرات من المسلحين في اللحظات الأولى من الهجوم، في حين جرح 15 مقاوم من لواء اليرموك ودرع الأسد والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وارتقاء ثلاثة شهداء، الغريب أنه في جميع المناطق يقوم تنظيم "داعش" بمحاربة التنظيم التكفيري الآخر المسمى "جبهة النصرة، إلا في مخيم اليرموك، فهما متحالفين على اختطاف المخيم إلى أطول مدة ممكنة، خدمة للجهات الخارجية.
ويشير مسؤول "منظمة الشبيبة التقدمية" إلى أن تنظيم "داعش" مازال متواجداً داخل المخيم ويسيطر على محور شارع 30 ومنطقة العروبة وشارع الزين، ولا وجود له داخل الحارات، وإنما يقوم بدوريات مستمرة لاعتقال الشباب بتهمة "العمالة"، علماً أنه اعتقل عشرات الشبان الأسبوع الماضي، تتراوحت أعمارهم بين 15 و20 عاماً، من منطقة شارع العروبة وحي التقدم، للتجنيد في صفوفه، علماً أن معظم الأهالي ليسوا من سكان المخيم، بل مهجرين من المناطق المجاورة، "الحسينية" و"البويضة" و"السبينة" و"يلدا".
تطوير الأنفاق
وبين مسؤول "المنظمة" أن الشباب يتجاوب تحت تهديد "داعش" في حالتين، الأولى الإغراءات المالية وبمنح تقدر بـ60 ألف ليرة شهرياً، إضافة إلى المواد الغذائية، أو تحت التهديد بالقتل، مشيراً إلى أن الأنفاق كانت متواجدة في منطقة شارع 30 مقابل المحكمة والآن يقوم المسلحون بتعديلها وتطويرها وفتح نفق جديد يصل المنطقة الفاصلة بين الحجر الأسود مع مخيم اليرموك، لجعله خط دفاع ثاني لتنظيم "داعش"، علماً أن الأهالي خرجوا في"مظاهرة الجوع "في سقبا، تندد بعناصر "جيش الإسلام"، وعلى رأسهم المدعو زهران علوش، الذين قاموا باعتقال نحو 1300 مواطن واعدم 12 منهم بتهمة الانتساب إلى "داعش".
أما عن كيفية إيصال المساعدات إلى الأهالي داخل المخيم، فأوضح يوسف أنه يتم إدخال المساعدات المقدمة من "الأونروا" والجمعيات والمؤسسات الخيرية عن طريق بيت سحم، بشكل يومي، حيث يتم إدخال من 500 إلى 1000 سلة غذائية يومياً، كما يتم تزويد الأهالي المهجرين إلى منطقة يلدا وببيلا وبيت سحم، المقيمين في المدارس والبنايات قيد الإنشاء، بالسلل الغذائية، والمشكلة تكمن في عدم الثقة بالمسلحين الموافقين على الهدنة، حيث حاولوا اختطاف محمد جلبوط، رئيس هيئة مؤسسة "الجفرة"، بعد أن أدخل 1000 سلة غذائية إلى يلدا، علماً أنها تحت الهدنة.
ويكمل محدثنا أن الذين تحولوا إلى قادة مجموعات مسلحة داخل المخيم،
هم من سكان أطراف المخيم وملاحقين أمنياً وليس لديهم علاقة بالعمل العسكري، منهم أمير "داعش" في المخيم وحي الحجر الأسود، "أبو صياح" أو كما يدعى أيضاً (فرامة)، وكان يعمل في صيانة الدراجات الهوائية وهو من بلدة يلدا، ولقب بفرامة لأنه كان يعمل على شراء البلاستيك المستعمل ويفرمه، حيث تحول إلى قائد في "داعش" وقبلها في "جبهة النصرة"، ويقود المجموعات المسلحة حسب الدعم المالي الذي يتلقاه، وبدأ عمله المسلح بتجنيد أقاربه، كونه على معرفة بالمنطقة.
وباء الكبد
ولم يخف يوسف انتشار وباء اليريقان في المخيم، وتم العلاج بإدخال نحو 16 طن مربى و12 طن من التمور ووزعت على الأهالي على مدى 4 أشهر، وتمت السيطرة على انتشار الوباء، كما انتشر مرض التهاب الكبد الوبائي وتم إخراج الحالات المصابة ومعالجتها، علماً أن "الاونروا" قدمت جزء من لقاح التهاب الكبد الوبائي، كما ساهمت منظمة "نور" للإغاثة والتنمية بتقديم العلاج واللقاحات للكبار والأطفال.
مبادرات فاشلة
وأضاف يوسف أن المبادرات الستة، التي طرحت لإجراء تسوية في المخيم لم تنجح، و"المشكلة في منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، المتمسكة بشرط أن لا يدخل الجيش السوري المخيم"، لكن فصائل التحالف الموجودة مع الجيش العربي السوري والدفاع الوطني لديهم خطة عمل لتحرير المخيم، في ظل أن الذين دخلوا إلى المخيم لا يتجاوبوا للاتفاق.
ويشار إلى أن "منظمة الشبيبة التقدمية الفلسطينية"، تتبع للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة، وعملها إنساني في مخيم اليرموك، تبنت موضوع الإغاثة ومساعدة الأهالي منذ بداية الأزمة، وعملت على إخراج 136 طالباً في الثالث الإعدادي من المخيم، لتقديم امتحاناتهم عن طريق بيت سحم، وعاد منهم 90 طالب في حين فضل الآخرون البقاء عند أقربائهم، وقامت "المنظمة" بتشكيل فريق، سمي بحراس المخيمات، مهمته إدخال المساعدات الإغاثية التي تقدمها "الاونروا" والجمعيات الخيرية، وبدأ عملها في يناير/كانون ثاني 2014، وحتى الشهر الثالث من 2015، وتم إدخال 63 ألف سلة غذائية، ويبلغ عدد الكادر المتواجد في اليرموك حوالي 60 متطوعاً، علماً أن عناصر "المنظمة" منتشرين في كافة المخيمات في المحافظات.