إعداد وتقديم نواف إبراهيم
تستمر معارك طاحنة تدور على مساحات واسعة ومتفرقة من الجغرافية السورية بين الجيش العربي السوري ومن معه من قوى المقاومة والقوى الشعبية من جهة وبين مايسمى بالدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام من جهة أخرى وغيرها من المجموعات الإرهابية المسلحة التي تقاتل في سورية منذ خمس سنوات، الأمر المثير للجدل هنا هي الحملات الإعلامية الجديدة التي تدعي أنها تنقل الأخبار من أرض الحدث على مواقع تدور فيها المعارك على الأرض السورية ، حيث يجري الحديث عن تقدم للمجموعات المسلحة على جبهات إدلب وكفريا والفوعة وسهل الغاب، وأن عمليات التحضير لمعركة الساحل قريبة جدا عدا عن الجبهات في القلمون والزبداني والجبهات الموازية لها في الشرق والشمال والجنوب ، كل هذه الأنباء غير دقيقة حسب الخبير العسكري الاستراتيجي العميد تركي الحسن، الذي علق على خبر الحشود العسكرية على الحدود التركية السورية، وعلى وصول طائرات نقل أمريكية تنقل 300 جندي أمريكي ، وطائرات أف 16 والدبابات التي وصلت إلى قاعدة أنجرليك التركية وغيرها من المجموعات المسلحة التي تعد بالآلاف والموزعة مابين إدلب والزبداني والقنيطرة وسهل الغاب، ماهي إلا نوع من الحرب الإعلامية الضاغطة وأن من ينقل هذه الأخبار لم يأتي بشيء جديد، وخاصة أن كل دول العالم باتت تعلم أن الآلاف من الإرهابيين قد دخلوا سورية من عدة أشهر ولحقوا بمن دخل من قبلهم ، لكن انتصارات الجيش العربي السوري وقضائه على أعداد كبيرة من المجموعات المسلحة، قد جعل الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على دعمهم من خلال جلب شركة بلاك ووتر وهي تقدم إرهابيين من نوع جديد على أساس أنها شركة خاصة ، ولكنها تعمل بهدف واحد وتأتمر بأمرة طرف واحد، وأن تركيا لم تكن مكتوفة الأيدي تجاه مايجري بل قدمت وتقدم من خلال عقود واتفاقات مشتركة كل مايلزم للولايات المتحدة والمجموعات الإرهابية، لابل وصل الحد بها إلى التدخل المباشر وتقديم الدعم والإسناد الصاروخي للمجموعات المسلحة في معاركها مع الجيش السوري، عدا أن هناك أعداد كبيرة من الجنود الأتراك الذين شاركوا في هذه المعارك.
الحديث يطول هنا عن تداخلات وتشابكات مجريات الأحداث في سورية والتي بالفعل انعكست على كل دول المنطقة كما جاء على لسان الرئيس بشار الأسد في أحد خطاباته مع بداية الأزمة، ومن الواضح أن تركيا هي المتضرر الأول من هذه الانعكاسات ومايجري من أحداث ومعارك على الأراضي التركية الأن، وكذلك الهجوم المسلح مؤخرا على السفارة الأمريكية في اسطنبول ماهو إلا دليل قاطع على أن كل من تدخل في هذه الأزمة سوف يتجرع من نفس الكأس ، وخاصة أن هذه المجموعات الإرهابية المسلحة تسعى وراء الكسب والربح ومن يدفع لها أكثر، وتتحارب فيما بينها كما يتحارب مديروها على الساحة السياسية للحصول على أكبر قدر من المكاسب.
حول كل هذه المجريات ومجريات الأحداث الجارية حاليا في سورية استضفنا في حلقة اليوم الخبير العسكري الاستراتيجي العميد تركي الحسن