فقد قال العالم كينيث سيدلمان من جامعة فرغينيا في شارلوتسفيل في الولايات المتحدة الأمريكية: "بعد ظهور تكنولوجيات جديدة للقياس كان لا بد لخط الصفر من "الانتقال". وربما علينا إعادة النظر في المسألة ووضع لوحة جديدة في حديقة غرينتش، حيث يمر خط الصفر الجديد".
واختلف الجغرافيون والفلكيون وعلماء آخرون في النصف الثاني من القرن التاسع عشر حول البلد والقارة التي يجب أن يمرعبرها خط الطول الرئيسي الذي سيعتمد من أجل تحديد المناطق الزمنية والوقت.
وتم تحديد خط الصفر في عام 1884 خلال مؤتمر واشنطن، إذ وافق المشاركون على اعتماد الخط المار من إحدى أدوات مرصد غرينتش النقطة المرجعية لتحديد الوقت، حيث يقع اليوم متحف ولوحة تذكارية.
وعندما ظهرت الأقمار الصناعية وأجهزة الاستشعار بدقة عالية، لاحظ العلماء أن خط الطول الرئيسي يقع على بعد 100 متر شرقي المرصد في حديقة غرينتش. ونال هذا الاكتشاف اهتمام سيدلمان وزملائه وحاولوا معرفة ما إذا كان ذلك ناجم عن تحول في كيفية دوران الأرض حول محورها أم أنه خطأ في حساب موقع خط الطول في القرن التاسع عشر.
واتضح للباحثين أن حساب خط الطول في ذلك الوقت تم بشكل غير مباشر، من خلال سرعة دوران الكوكب ومدى سرعة تغيير أماكن النجوم في السماء ليلا. وعندما استخدم سيدلمان وزملاؤه نفس الطريقة في القياسات تبين لهم أن العلماء في القرن التاسع عشر لم يأخذوا حقيقة هامة بعين الاعتبار — وهي أن الأرض لا تملك شكلا منتظما ويوجد على سطحها ما يسمى بـ "شذوذ الجاذبية".
وعندما حسب سيدلمان هذا الانحراف وجد أنه يشكل 102 مترا ويساوي الشذوذ الذي تلتقطه أجهزة الاستشعار GPS. وتوصل إلى أن هذا التحرك لم يكن نتيجة تحول في دوران الأرض وإنما في خطأ حساب موقع خط الصفر في القرن التاسع عشر.