إعداد وتقديم: نواف إبراهيم
رغم التسعير الكبير الحاصل على الجبهات المشتعلة في مناطق مختلفة من الجغرافيا السورية والدائرة بين الجيش العربي السوري وحلفائه من جهة ومايسمى بالدولة الإسلامية "داعش" ومن معها من المجموعات الإرهابية من جهة أخرى ، نرى بالتوازي أنه بالفعل هناك بارقة أمل تتوسع تدريجياً كنتيجة للحراك السياسي الإقليمي والدولي بخصوص حل الأزمة في سورية والتي تستمر منذ خمس سنوات وحتى هذه اللحظة، ومن الواضح أن إيران على الرغم من خلافاتها مع دول الخليج، وتحديداً السعودية، التي تنتقد الدور الإيراني مستغلة أي فرصة تسنح لها، بمايخص الأحداث الدارية في اليمن وسورية، لابل وتتهمها بدعم الإرهاب كما ورد منذ أيام على لسان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال لقائه مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، وبالمقابل يرى العالم أجمع دور السعودية الواضح والذي تعترف به السعودية علنا أمام العالم أجمع أنها تريد إسقاط نظام الحكم في سورية حسب تعبيرها وتدعم المجموعات الإرهابية المسلحة بالتعاون مع تركيا، التي رفض وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف زيارتها، بعد أن كانت مقررة، مفسراً ذلك بعدم فهم الموقف التركي من القضية السورية، فغير وجهته إلى دمشق حاملاً المبادرة الإيرانية التي جرى الكثير من الحديث الإعلامي والتصريحات الساخنة بشأنها بين الدعم والرفض من هذا الطرف أو ذاك، رافقه صمت سوري حول التفاصيل، تم لفه بتصريحات رسمية وشبه رسمية بأن إيران حليف استراتيجي ويمكن القبول بأي مبادرة منها تجاه الحل السلمي في سورية، وعلى الطرف الآخر من العالم نرى أن وزير الخارجية السعودي الذي صرح أيضا بعدم وجود خلاف مصري سعودي بخصوص ملفي اليمن وسورية، نراه يتوجه إلى موسكو ليلتقي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف من أجل وضع النقاط على الحروف بخصوص ملفي اليمن وسورية. ومهما كان هناك من تصريحات فإن متابع الأحداث خلال الفترة الأخيرة لم يعد يقدر أبداً أن يحدد مضامين ومكنونات التجاذبات السياسية الدائرة بين جميع الأطراف بخصوص مكافحة الإرهاب، وتحديداً في سورية التي من الواضح أنها ارتبطت ليس فقط بحل الملف اليمني وإنما بتسوية شاملة في المنطقة لم يتم التأكد حتى الأن من مكان القضية الفلسطينية من هذه التسوية، وتتابع المفاجآت بهذا الخصوص، التي تتزايد يوماً بعد يوم وكان أخيرها وليس آخرها زيارة رئيس مكتب الأمن القومي السوري اللواء علي مملوك إلى السعودية، ووزير الخارجية السورية وليد المعلم إلى مسقط ، واقتراب زيارات وفود للمعارضة السورية إلى موسكو، عدا عن الزيارات المكوكية التي يقوم بها ممثلو روسيا وإيران ودول الخليج والولايات المتحدة إلى المنطقة، في لقاءات بينية لم ترشح عن الكثير من المعلومات التي تعطي المتابع نوعاً من الفهم البسيط لما يجري حالياً، لابل الخبر الأكثر إثارة الأن هو الذي أفادت به بعض وسائل الإعلام بالشكل التالي: ستعم خلال أشهر قليلة دهشة كبرى العالم العربي والمحافل الدولية ذلك أن التحضير يجري لاجتماع الملك سلمان، ملك المملكة العربية السعودية، مع الرئيس السوري بشار الأسد وستقوم بهذه الخطوة موسكو وواشنطن عبر تفاهم بين لافروف وزير خارجية روسيا وجون كيري وزير خارجية أميركا اللذان سيلعبان دوراً كبيراً في التحضير لهذه القمة وقد تعقد القمة في القاهرة وينضم إلى القمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهكذا يكون المثلث العربي قد عاد بين محور دمشق- الرياض- القاهرة، وتشعر السعودية أن سوريا عادت إلى العلاقات العربية مع بقاء علاقاتها مع إيران ولكن بشكل متوازن وبإحتضان مصري للقمة الثنائية "انتهى الاقتباس"
عشرات، لا بل مئات الأسئلة والتساؤلات التي تبحث لنفسها عن أجوبة في دهاليز ووراء كواليس هذه اللقاءات البينية المحلية والإقليمية والدولية بخصوص هذه الملفات وبالتحديد الملف السوري، حول هذه التفاصيل نستضيف اليوم أستاذة العلوم السياسية في جامعة دمشق الدكتورة أشواق عباس لعلنا نستطيع أن نصل إلى رد مناسب لبعض هذه التساؤلات إن لم يكن معظمها أو جميعها.