وأكد العبود أن "سوريا أصبحت في مكان آخر مختلف عما كانت عليه سابقاً"، موضحاً أن هناك "تبدل" في المشهد السوري منذ عدة أشهر، مشيداً بالدور الروسي الهام في هذا الاتجاه.
وأوضح أن "دول الخليج العربي فشلت أن تكون أدوات لجهة تنفيذ مشروع أمريكي في المنطقة"، وأنها تيقن بضرورة أن تقوم بفعل "استدارة"، فالمشهد في مجمله أصبح في مكان آخر.
واعتبر أن العالم العربي كان واضحاً في مكوناته الرئيسية والأساسية من جهة "الاصطفافات" التي تشكلت على مستوى الأقليمي، مشيراً إلى أن "منظومة دول الخليج كانت إلى الجانب الأمريكي في عدوانه على المنطقة"، وأن مصر مرت بأكثر من مرحلة نتيجة التبدلات في المشهد في البلد.
وأشار العبود إلى عدم إمكانية الحديث عن دور مصر أيام حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، مؤكداً أنه في القاهرة حتى اللحظة لا يزال يتشكل الدور السياسي والرئيسي والإقليمي الذي يمكن أن تلعبه مصر في وقت من الأوقات.
وقال "علينا أن نقتنع أن هناك عدوانا على العالم العربي وعلى دول بعينها، تشكل وزنا رئيسياً على مستوى المنطقة"، مؤكداً أن دول العراق وسوريا وليبيا ومصر تعرضت لعدوان في المنطقة.
وأكد أن العدوان على مصر مستمر حتى اللحظة وهو قائم بأشكال مختلفة ومتعددة، بخلاف دول الخليج التي لم تتعرض لأي عدوان، وأن السنوات الماضية شهدت اصطفاف عربي ساخن لجهة مشاريع محددة، موضحاً أن "محور المقاومة" فى سوريا حاول أن يصمد ويقف ضد المشروع ونجح إلى حد ما.
وتابع العبود، "أجزم أن هناك مبادرة مطروحة من قبل الطرف الذي سجل صموداً، لا أقتنع بأن تقدم السعودية مبادرة في شأن مصر ولا في سوريا ولا في اليمن ولا أي مكان، فالسعودية متورطة فى أكثر من عدوان، وهى غير قادرة على القيام بدور إقليمي، هى يمكن أن تحمي العرش أو النظام بشكل أو بأخر، أما أن تقوم بمبادرات، فلا أعتقد، فهناك مبادرة إيرانية قديمة تعكف علي إعادة تسليكها فى المنطقة، وأجزم أنها تحظى بدعم روسي وأمريكي والجانب السوري مطلع عليها".
وأضاف بأن "المبادرة الإيرانية" تناسب وتحاكى "الإنزياح" الذى حدث في المشهد، مشيراً إلى الحاجة لتسويات "في ظل ناتج اشتباك واضح، لجهة عناوين أساسية يفهمها الأمريكي جيداً، فهو يحتاج لهذه المبادرة والتسوية".