وتعود أسباب ذلك لقيام عناصر من "حزب العمال الكردستاني"، المحظور في البلاد، بمهاجمة دوريات الجيش وقوات حفظ النظام التركية.
ويشكك بعض الخبراء في نجاح عملية التسوية في المناطق الكردية، في ظل النشاط المتزايد للمسلحين الأكراد في جنوب شرق البلاد، مما سيؤثر على المبادرات السياسية بخصوص المسألة الكردية.
ويرى البرلماني التركي السابق، والخبير في الشؤون الأمنية علي حيدر أونير، أن عملية تسوية المسألة الكردية تفتقد إلى الأساس المتين، واعتبر أنه من الضروري النظر في المسألة تحت سقف البرلمان التركي، فمنذ البداية كان واضحاً أنه لن تنجح محاولة حل المسألة عن طريق المفاوضات في أمرلي أو أوسلو، أو بوساطة طرف من دول العالم الثالث.
وقال، "الآن وقد أطلق السيد أردوغان — من أجل زيادة الناخبين — عملية التسوية السياسية للقضية الكردية، قرر فجأة إتمام العملية الأمنية، ومع ذلك، ولنفس السبب — من أجل المزيد من الأصوات — قادة الدول الكبرى لايفعلون كذلك، وفي البلدان الكبيرة، لا يمكن السكوت على مثل هذه الأخطاء الخطيرة".
وأضاف، "حزب العمال الكردستاني، بسبب تواطؤ أردوغان، أتيحت له الفرصة لتطوير نفسه وبناء الهياكل الخاصة، وشكل نظامه الخاص للدفاع عن النفس… مرة أخرى نسمع بكاء الأمهات.. لا شيء من هذا لم يكن ليحدث، لو كانت السلطات، في الوقت المناسب، لم تغلق أعينها عما يحدث".
من جهته،أعتبر مستشار رئيس حزب "سعادت" للشؤون الخارجية، رئيس قسم العلاقات الدولية في جامعة "أوفوق" في أنقرة، أويا أغوننيتش ميغوسيدين، أن "حزب الشعوب الديمقراطي" الكردي مُنح فرصة كبيرة، وتلقى دعماً من أطراف أخرى.
وقال، "كان من المفترض من نشطاء الحزب، الذي وجدوا فرصة لدخول البرلمان، أن يصبحوا أكثر ليونة وأكثر انفتاحاً على الحوار، وأكثر ميلاً للمصالحة، وأكثر استيعاباً".
وأوضح أنه، مع ذلك، وبعد بضعة أيام، فإن عناصر الجماعات المسلحة في جبال قنديل، حيث يختبئ قادة حزب العمال الكردستاني، أعلنوا فجأة أنه تم التصويت لصالحهم في الإنتخابات، "نتيجة للجهود الخاصة" التي بذلوها، وبالتالي "فهم ليسوا ملزمين لأحد".
ورأى أنه، عقب هذه التصريحات، بدأ الوضع الأمني في البلاد بالتدهور بشكل حاد، واستفادت الجماعات المسلحة من "غياب الحكومة"، و"حزب العمال الكردستاني" ارتكب سلسلة من الهجمات الإرهابية.
وتسائل الخبير التركي، كيف يتم ذلك؟ في حين أن قادة "حزب الشعوب الديموقراطي" أكدوا أنه بعد انتخابهم للبرلمان سيعملون على وقف الإرهاب، وأن يتم حل القضية الكردية بالوسائل السياسية.
واعتبر أن الشعب رأى بنفسه كيف استغل الإرهاب "فراغ السلطة" في البلاد، لتكثيف نشاطاته، والآن الناس يتشككون من وعود قادة الحزب الكردي، وهذا التصعيد من قبل المسلحين سيؤثر سلباً على المبادرات السياسية لحل المسألة الكردية.