بقلم: نزار عليان
من الواضح أن القادة العرب سيبحثون شيئاً آخراً غير العلاقات العسكرية، وأن هناك تحول كبير في المواقف تجاه موسكو، وبخاصة بعد التوصل بين الدول الكبرى وإيران لاتفاق بخصوص ملفها النووي.
ورأى القيادي الفلسطيني مصطفى البرغوثي، أن "القادة العرب أدركوا طبيعة العلاقات مع الدول المهمة في هذا العالم المتغير، وروسيا تلعب دور رئيس في قضايا المنطقة والعالم.. ولأن التعامل مع الدول المهمة ضروري، فأن التعامل مع روسيا واجب، وليس صحيحاً الإكتفاء فقط بالتعامل مع الولايات المتحدة".
وأضاف البرغوثي، "لا يمكن معالجة مشاكل المنطقة بدون روسيا، فهذه الدولة المهمة لها دور كبير في حل القضية السورية وقضايا أخرى مهمة كمكافحة الإرهاب في منطقنتا والعالم.. هناك علاقات عسكرية تربط الدول العربية بروسيا، ولكن جوهر الحوار سيكون في قضايا العرب الرئيسية — سوريا واليمن وليبيا، ونحن كفلسطينيين نطمح في جهد أكبر من روسيا، الصديق الدائم، في حل القضية الفلسطينية، وعدم السماح للولايات المتحدة وحدها بالهيمنة على هذا الموضوع".
ويتفق المحلل السياسي محسن ابو رمضان مع هذا الرأي، ويضيف بأنه ظهرت هناك توازنات وكتل وأقطاب جديدة تلعب دوراً مهماً على الصعيد السياسي والاقتصادي في العالم.
واشار ابو رمضان إلى أنه "هناك إدراك من قبل القادة العرب بأن أمريكيا لم تعد القوة الوحيدة في هذا العالم، هناك توازنات جديدة كمجموعة بريكس، التي تقودها روسيا والصين، وهي قطب إقتصادي وسياسي مهم يستطيع أن يتدخل في حلحلة أمور المنطقة، وخاصة وأن الولايات المتحدة تنسحب جزئياً من المنطقة لمواجهة الصين، إقتصادياً، في آسيا".
وقال أبو رمضان، لـ"سبوتنيك"، "ادركت الدول العربية بأن وضع البيض في سلة واحدة ليس مفيداً، وهناك ملامح صعود لأقطاب جديدة مثل روسيا والصين، ولم تعد الولايات المتحدة الحاكم الأوحد في العالم".
ومن وجهة نظر أبو رمضان، فإن بعض الدول تريد تحسين علاقاتها مع روسيا كوسيلة للضغط على وشنطن لتغيير مواقفها، خاصة بعد الإتفاق النووي بشأن إيران، ولكن الدول الأخرى بدأت بالفعل بالإدراك بأهمية الدور الروسي في قضايا المنطقة، وروسيا هي الدولة القادرة على ملئ الفراغ الذي قد تتركته الولايات المتحدة".
ويرى المحلل السياسي أبو رمضان بأن روسيا تستطيع أن تلعب دور الوسيط بين المملكة العربية السعودية وإيران للاتفاق على حل القضايا المهمة في المنطقة كقضيتي سوريا واليمن، التي تتدخل فيهما إيران بشكل أو بآخر".
وقال، "إن إيران تمتلك علاقات تجارية واقتصادية مع بعض دول الخليج، لكن المشكلة تبقى مع السعودية.. أعتقد أن علاقة السعودية بروسيا سوف تكون مفيدة لأن تلعب الأخيرة دور الوسيط بين إيران والسعودية، وليس بمقدور واشنطن أن تفعل ذلك".
وأخيراً، هل من الممكن أن نرى شكلاً جديداً لعلاقات الدول العربية بروسيا، غير ذلك الشكل الذي حكم علاقات هذه الدول بالأتحاد السوفيتي السابق؟ سنرى.
(هذا المقال يعبر عن رأي صاحبه)