وبحسب المخرج مجيد مجيدي، يهدف الفلم إلى تغيير صورة الإسلام لدى الغرب، التي شوهت بفعل تصرفات مجموعات إسلامية متشددة، مثل "تنظيم الدولة الإسلامية" (داعش)، التي صورت الدين الإسلامي وكأنه يحرض على العنف والإرهاب.
ويجسد الفيلم في 171 دقيقة نشأة رسول الإسلام من طفولته وحتى سن الثالثة عشرة، على أن تُستَكمل السيرة في جزأين لاحقين للفيلم.
وشدد مجيدي على أنه ليس من الضروري أن يكون هو شخصياً مخرجاً للجزأين التاليين، داعياً المخرجين في العالم الإسلامي إلى حذو حذوه، لتحسين الصورة المنتشرة عن الإسلام.
وبلغت تكلفة إنتاج الفيلم نحو 40 مليون دولار، ما يجعله الفيلم الإيراني الأعلى تكلفة، وشاركت الدولة في تكاليف إنتاجه جزئياً، إلى جانب شركة "نور تابان"، المنتج الرئيس للعمل الفني.
وحرص مخرج الفيلم على عدم تصوير وجه شخصية النبي محمد، وقام بتصوير العمل كاملاً إما من زاوية رؤية الشخصية، أو زوايا جانبية وخلفية، موضحاً في تصريحات إعلامية أنه فضل ذلك، للتخفيف من حدة استياء بعض المسلمين الذين يرفضون تصوير الأنبياء والشخصيات الدينية.
وترفض بعض المذاهب الإسلامية تصوير الأنبياء والرسل والشخصيات الدينية، إذ يرون فيها انتقاصاً من قدسية تلك الشخصيات.
وأكدت مشيخة الأزهر، وهي أعلى مؤسسة دينية في مصر، رفضها للفيلم، وجدد شيخ الأزهر، أحمد الطيب، فتواه بتحريم تجسيد الأنبياء، "صوتاً أو صورةً أو كليهما، لأنه ينزل بمنزلة الأنبياء من كمالها الأخلاقي في القلوب والنفوس إلى ما هو أدنى بالضرورة."، كما جاء في بيان أصدره الأزهر إبان عرض الفيلم بشكل محدود في طهران في فبراير/شبط الماضي، في إطار مهرجان "فجر" السينمائي.
واعتبر الطيب عرض الفيلم "تصرف غير مسؤول من جانب إيران، ولا يختلف عن تصرفات الغرب، الذين يقومون بنشر رسومات مسيئة للرسول".
من جانبه أكد منتج الفيلم أنه تمت مراجعة عدد من الشيوخ وعلماء الدين الشيعة، مثل آية الله سبحاني، وآية الله جوادي أملي، وقد أجازوا عرض الفيلم، وأكدوا أنه لا يتعارض مع تعاليم الدين.
ويعتبر مجيد مجيدي من أهم المخرجين الإيرانيين، حيث ترشح فيلمه "أطفال السماء" لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي في عام 1998، وفازت أفلامه بعدد من الجوائز في مهرجانات عالمية مختلفة، وأخرج مجيدي 17 فيلماً، بين الروائي والتسجيلي، قام بنفسه بكتابة الكثير منها.
وفي عام 2006، أعلن مجيدي انسحابه من مهرجان "ناتفيلم" السينمائي الدنماركي، ورفض عرض فيلمه "شجرة الصفصاف"، اعتراضاً على نشر صحيفة دنماركية رسومات مسيئة للنبي محمد (ص)، أثارت في حينها غضباً عارماً في الدول العربية والإسلامية.