ذلك الحب سكن فجأة قلب فتاة إيزيدية وقعت فريسة للمخربين، وغدت جارية للاستعباد الجنسي والعنف الأشد وحشية على وجه الأرض، حيث تُنهك عذرية الصغيرات والكبيرات.
اختار قلب الفتاة فيان ميرزا قاسم، ذات الـ20 ربيعاً، شاباً يكبرها بعامين، هو علي خضر، وهذا الشاب روى بنفسه لـ"سبوتنيك" قصة حبه.
ذاك الفتى علي، هو مقاتل في وحدات حماية سنجار "شنكال"، تقدم لخطوبة فيان، بعد أن ساهم في تحريرها من بطش عناصر "داعش"، وبعد أن تلقت العلاج النفسي والجسدي في ألمانيا، ضمن برنامج لإنقاذ العراقيات الإيزيديات الناجيات من السبي.
تعرضت فيان للسبي كجارية، وأدخلت الإسلام عنوة على يد عناصر "داعش"، وحدث ذلك في الثالث من أغسطس/ آب من العام الماضي، واقتاد المجرمون الفتاة من قرية حردان التابعة لناحية سنون في شمال جبل سنجار، مع شقيقتها خناف وأخويها جلال وصباح.
ويقول الفتى علي "نقل تنظيم "داعش" حبيبتي فيان إلى الرقة في سوريا، وبعد سبعة أيام أعادوها إلى شمال العراق، تحديداً إلى الموصل مقر التنظيم البارز، لتنضم مع نحو 500 فتاة وامرأة جميعهنَّ سبايا، احتجزن لوليمة اغتصاب لقادة التنظيم".
وتابع، "حينها اتصلت بي فيان المحتجزة في قصر من ثلاث طوابق، اسمه قصر إيمارة في الموصل، برجاء ممزوج ببكاء هستيري أن تقوم المروحيات المقاتلة بقصف المكان قبل اغتصاب الفتيات".
وخطرت على بال فيان حيلة، بأنها متزوجة ولها طفل صغير مفقود، لتُدرئ عنها الاغتصاب وبمعجزة نجت بعد أن صدقها الدواعش، وباءت مطالبها بقصفهنَّ بالفشل.
وبعد خمسة أيام من التنقل بين أوكار "داعش"، نُقلت السبية إلى تل بنات، القرية التابعة لسنجار، لتبقى 20 يوماً مع شقيقتها وأبناء وفتيات عمها.
ومن ثم نُقلوا إلى قرية كوجو، حيث بقيت فيان نحو ثلاثة أشهر في سكن أشبه بسجن تابع لداعش، على مقربة من الجثث.
ومن كوجو إلى تلعفر، أكبر أقضية العراق التابع لنينوى، تمكنت فيان مع 25 من المختطفين معها من الهرب، واستخدم علي وقتها رصاص الـ"دوشكا" لإنارة طريق الوصول إلى جبل سنجار أمام حبيبته التي وصلت إلى إقليم كردستان العراق.
وتغلب علي وفيان على العادات السيئة في المجتمع العراقي الذي تشوب نظراته السوء تجاه المختطفة أو المغتصبة، واللواتي غالباً ما يتم قتلهنَّ بدافع "طم العار". وسجل الحبيبان أقوى قصة حب على جبين التاريخ الذي شهد إبادة المكون الإيزيدي وسبي النساء والفتيات، ومازالت المئات منهن في قبضة "داعش".