السويداء — سبوتنيك — فداء محمد شاهين
تعرض المطار حينها للهجوم من قبل المجموعات المسلحة، سبقه تغطية نارية كثيفة ولساعات طويلة من جهتين في أقصى غرب المطار، واستخدم المسلحين قذائف الهاون والراجمات والدبابات ظناً منهم أنهم يستطيعون بسهولة الاستيلاء على المطار، إلا أن الخطط العسكرية الدفاعية الجيدة للجيش السوري أتاحت الصمود، لاسيما التجهيز الهندسي المتميز، ما أنهى المعركة في المساء دون أي خسائر مهمة.
مصادر عسكرية أفادت لـ"سبوتنيك" بأن الجيش السوري استطاع الصمود بمساندة المدفعية والطيران، وتم إلحاق خسائر كبيرة بالمسلحين، وقتل المئات منهم وتم تدمير عرباتهم ومدافعهم، إلا أنهم أصروا على الدخول إلى محافظة السويداء الصامدة منذ بداية الأزمة، فقاموا بتكرار الهجوم بعد أربعة أيام، بالاستعانة بـ 60 فصيل مسلح، يتزعمهم لواء اليرموك، الذي يعتبر من أقوى الفصائل في المنطقة.
بدأوا تمهيدهم الناري في الساعة السابعة صباحاً، واستقبلهم الجيش السوري بشراسة، وصمدت قوات حماية المطار 12 ساعة في وجه قطعان المسلحين الذين تجاوزوا قمة تل حسين مع عتادهم باتجاه المطار، إلا أن الجيش قتل المئات وأصبحت المنطقة المواجهة للمطار، التي تبعد مسافة 1200 متراً، مسرحاً لخسائر المسلحين.
وقال أحد الجنود، لـ"سبوتنيك"، "رغم مضي مدة، ولم أحصل فيها على إجازة، إلا أنني أشعر بالذنب إذا تركت زملائي يقاتلون بمفردهم"، آملاً أن يبقى على قيد الحياة ليتحدث عن معارك البطولة والكرامة التي خاضها وزملائه في التصدي للإرهابيين الأفغان والأجانب.
فيما أكد جندي آخر أنه رغم درجات الحرارة العالية في النهار والبرد في الليل، إلا أنه ذلك لن يؤثر على الأداء والمعنويات، فرصد المسلحين يتم على مدى 24 ساعة، وأي تحرك وتسلل للمسلحين يتم استهدافه، "فالدفاع عن الأرض والعرض واجب مقدس".
وقال قائد عسكري ميداني، لـ"سبوتنيك"، "إن المطار فقد أهميته الإستراتيجية عسكرياً، لأن الطيران أوقف به منذ 2003، وهو عبارة ثكنة من الثكنات العسكرية المتواجد فيها الجيش العربي السوري، ومكلفين بحمايته، كأي قطعة في سورية".
وتعرض المطار لأكثر من مرة للهجوم، عقب إنسحاب اللواء (52) التابع للجيش.
وتتمتع قرية الثعلة، الواقعة إلى الغرب من مدينة السويداء على السفح الغربي لجبل العرب، بمناخها المعتدل وبيوتها القديمة المبنية من الحجارة البازلتية وخضرتها الدائمة.
وتقع القرية على بعد 12 كم إلى الغرب من مدينة السويداء، وتمثل حلقة وصل بين مدينتي السويداء و درعا.