وبحسب تصريحات شيفتشنكو لصحيفة "إزفيستيا"، يعتزم "مجلس تطوير المجتمع المدني وحقوق الإنسان" التوجه إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مناشداً إياه "إعطاء الضوء الأخضر" لاستيعاب اللاجئين من سوريا.
ومن المتوقع أن يقر "المجلس" هذه المناشدة، التي سترسل إلى الرئيس بوتين، وأكد شيفتشنكو أن الموضوع يدور حول اللاجئين السوريين من الأصول الشركسية، والذين غادر أجدادهم مناطق القوقاز في أواخر القرن التاسع عشر.
وأوضح شيفتشينكو أن التحديات، التي تواجه اللاجئين الآن، عند محاولتهم اللجوء إلى المناطق الروسية، تكمن في عدم وجود "حصص كافية" لقبول الأجانب، وأن السلطات ترى في اللاجئين تهديداً محتملاً.
وأوضح أن "مركز مكافحة التطرف" التابع لوزارة الداخلية، يرى في ذلك "تهديداً"، وذلك على الرغم من أن هذه "القومية" لديها مستوى عال من المسئولية المدنية والاجتماعية، وهذه النظرة من قبل "المركز" تصعب الأمر في مسألة استيعابهم.
ويعتقد شيفتشينكو أن على رئيس البلاد قبول اللاجئين، وهناك حاجة إلى إرادة سياسية بهذا الخصوص.
وأشار إلى أن إعادة التوطين هي أولوية للشركس، بالاستناد إلى حقيقة أنه، من الناحية التاريخية، كان أجداد هؤلاء يعيشون في روسيا.
وأضاف"هؤلاء الناس من القوقاز، ولكن الكثيرين أجبروا على ترك بلادهم في نهاية القرن التاسع عشر، بسبب الحرب في القوقاز… هم إخواننا المواطنين والسكان الأصليين لمنطقة كراسنودار وأديغيا".
وتابع "إذا اعترفت روسيا رسمياً بحقهم في إعادة التوطين، فإنه يمكن إغلاق صفحات رهيبة من الحرب القوقازية".
وأوضح أن الشركس السوريين، هم من سكان الريف، وبالتالي فإن تدفق اللاجئين إلى العاصمة ليس متوقعاً.
وبدوره، شكك رئيس قسم "القوقاز" في معهد "الدول المستقلة"، فلاديمير يفسييف، في أن فكرة عضو الهيئة العليا للإغاثة متوازنة إلى حد ما.
وقال "من يضمن أن أياً منهم لن يكون من التكفيريين… يجب أن نكون حذرين للغاية في هذه المسألة".
وشكك يفسييف، أيضاً، أن الشركس السوريين سوف يكونون قادرين على الاستقرار في القوقاز، لأن أجدادهم غادروا المنطقة منذ زمن بعيد، وهناك حاجز اللغة، الذي سيكون عائقاً في اندماجهم بالمجتمع.
وأضاف أن "ألمانيا والنمسا أكثر جاذبية للاجئين العرب، نظرا لارتفاع مستوى المعيشة في هذه البلدان".
وبرأي رئيسة الدائرة العامة للدبلوماسية والتنمية ودعم المواطنين، إيلينا سترومينا، فإنه لا حاجة إلى التوجيه الرئاسي بشأن قبول اللاجئين السوريين.
وقالت "لدينا قانون خاص باللاجئين، وبشكل عام فإنه يمكن التعامل مع الطلبات بدون إجراءات محددة، وفتح الحدود للجوء ليس ضروريا".
وتجدر الإشارة إلى أنه، نظراً للحروب الأهلية في عدة بلدان في الشرق الأوسط، اضطر عدد كبير من سكانها إلى اللجوء إلى أوروبا، حيث يحاولون الحصول على حق اللجوء الإنساني.
وقال رئيس دائرة الهجرة الاتحادية قنسطنطين رومودانوفسكي إن روسيا مستعدة لاستقبال لاجئين من سوريا وليبيا، إذا كانوا لا ينتهكون القانون.
وأشار إلى أنه، ومنذ بداية هذا العام، هاجر إلى أوروبا، عبر روسيا، 182 شخصاً من السوريين.