دمشق — سبوتنيك — فداء محمد شاهين
القرصنة تعيق عمل الناقلات
وبين الحلقي، خلال لقائه ممثلي عدداً من وسائل الإعلام الوطنية المرئية والمسموعة والمكتوبة على مدرج دار البعث بدمشق، أن "المجموعات الإرهابية المسلحة منذ تسللها إلى سورية استهدفت قطاع النفط بالتوازي مع فرض العقوبات الاقتصادية، وتعرضت الحقول وخطوط النقل والمحطات للتدمير، ما أدى إلى انخفاض الإنتاج الوطني إلى 9300 برميل بعدما كان الإنتاج 360 ألف برميل يومياً.
وأضاف، "هنا تم البحث عن مصادر أخرى بالشراء من الخارج، إضافة إلى الخط الائتماني الإيراني، علماً أن الكميات لا تلبي متطلبات القطاعات الخدمية والاقتصادية، فضلاً عن قرصنة الناقلات في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وقيام شركات التأمين بمنع إرسال نواقلها إلى سوريا، ما تسبب في عدم وصول الناقلات في الوقت المحدد".
وأوضح الحلقي أن 70 % من احتياجات الشعب السوري من المشتقات النفطية تؤمن من الدول الصديقة،علماً أن البرنامج الحكومي الخاص بتوزيع المشتقات النفطية بدأ منذ منتصف شهر أغسطس/آب الماضي، حيث تم توزيع مازوت التدفئة على 210 آلاف أسرة، بما يعادل 25 مليون ليتر من المازوت، على أن تتم المتابعة حتى نهاية العام للتوزيع على جميع الأسر السورية.
وأشار إلى أن المجموعات المسلحة استهدفت حقول الغاز وجزء من حقول النفط في تدمر، كما خرج جزء من الحقول والمعامل عن الخدمة، منها معمل "ايبلا"، الذي كان ينتج 2،3 مليون متر مكعب من الغاز يومياً، كما تم تخريب خطين أساسيين للغاز، هما خط الفرات، والغاز العربي، الذين يقومان بتغذية محطات توليد الطاقة الكهربائية في المنطقة الجنوبية وينقلان الغاز من المنطقة الوسطى والشرقية إلى المنطقة الجنوبية.
واستهدفت المجموعات المسلحة مؤخراً محطة التحويل في الفيحاء، التي كانت تغذي ضاحية الأسد في دمشق، حيث تبلغ تكلفتها 5 مليار ليرة سورية، وأكد الحلقي أن المسلحين يقومون بالاختباء تحت خطوط التوتر العالي التي تصل بين المنطقة الوسطى والمنطقة الجنوبية في معرونة، باعتبار أن الجيش السوري لا يستهدف شبكات التوتر العالي.
وأشار رئيس الحكومة إلى أن سورية تحتاج 3 ناقلات نفط شهرياً، حيث يبلغ متوسط سعر الناقلة نحو 100 مليون دولار، وبالتالي تبلغ التكلفة نحو 300 مليون دولار شهرياً، بمعدل 3.6 مليار دولار في السنة، علماً أنه في عام 2015 تم دعم قطاع الكهرباء بـ 413 مليار ليرة سورية، إضافة إلى وضع حلول اسعافية للموارد المائية كون أغلب مصادر المياه تقع في المناطق الساخنة، وتم رصد 16 مليار ليرة سورية لحفر وتأهيل وتشغيل الآبار بهدف تأمين متطلبات المواطن من الموارد المائية.
5 آلاف مدرسة خارج الخدمة
ولفت الحلقي إلى خروج 5 آلاف مدرسة من أصل 22 ألفاً وبعض فروع الجامعات من الخدمة، نتيجة الإرهاب، بينما يبلغ عدد الشركات والمعامل المنتجة حالياً 26 من أصل 118 في القطاع العام، وهناك 475 منشأة حرفية وصناعية خاصة بدأت العمل مؤخراً، مجدداً تأكيده على الدعم الحكومي لقطاع الصناعة والتركيز على المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتأمين المواد الأولية والاهتمام بالمدن والمناطق الصناعية.
وبالنسبة لقطاع النقل، بين الحلقي أن لدى الحكومة عقودا لشراء 200 حافلة نقل داخلي وصلت منها 50، ومع بداية الشهر القادم ستصل 50 أخرى، وبداية العام القادم 100 حافلة، فضلاً عن عقد شراء مباشر لنحو 107 حافلات لرفد منظومة النقل الداخلي، ولاسيما في مراكز المدن في دمشق واللاذقية.
مكافحة الفساد
وأكد الحلقي أن الدعم الاجتماعي لعام 2015 بلغ 984 مليار ليرة سورية، في حين بلغ 512 مليار ليرة في عام 2013، و615 مليار ليرة في 2014، وبالتالي 44 % من الموازنة العامة تخصص للدعم الاجتماعي، وتم تأمين 15500 وظيفة لذوي الشهداء ويتم رصد 34 مليون يورو لشراء أدوية الأمراض المزمنة التي تعطى للمرضى مجاناً، وتبلغ تكلفة نقل طن النفايات 3 آلاف ليرة، كما تم تحديد سعر صرف الدولار في موازنة 2016 بـ250 ليرة.
وتحدث الحلقي عن الإجراءات الحكومية لمكافحة الفساد وحالات الترهل الإداري، مشيراً إلى دور الإعلام الاستقصائي الذي وجه به الرئيس بشار الأسد في الكشف عن مواقع الخلل والفساد "بعيداً عن القدح والذم والابتزاز"، مؤكداً أنه تم إعفاء 38 مدير عام من منصبه، ومعاوني وزراء أيضاً، وإحالة 7 مدراء للقضاء خلال العام الجاري، وتم فصل 9532 موظف من الخدمة من أصل 2 مليون و400 ألف موظف، علماً أنه تم الفصل في 394 قضية خلال العام الجاري، والتي تعتبر من القضايا الصعبة.