وأعلن "الهلال الأحمر الفلسطيني، أن 30 فلسطينياً أصيبوا بجروح وحالات اختناق، خلال المواجهات مع القوات الإسرائيلية خارج المسجد الأقصى.
وقال شهود عيان إن الشرطة الإسرائيلية حطّمت بوابات الجامع القبلي التاريخية، خلال محاولة اقتحامها للمسجد الأقصى، وأطلقت القنابل الصوتية والغازية المسيلة للدموع وأعيرة مطاطية على المصلين الذين حاولوا منعها من اقتحام المسجد.
وتتزامن الاقتحامات للمسجد الأقصى مع حلول "رأس السنة اليهودية"، الذي بدأ مساء الأحد وينتهي مساء الثلاثاء، حيث يعتبر اليهود حائط "البراق" الذي يقع أسفل باحة المسجد الأقصى، آخر بقايا المعبد اليهودي "هيكل سليمان"، الذي دمره الرومان في العام 70 ميلادي، وهو أقدس الأماكن الدينية لديهم.
واستنكرت جهات فلسطينية وعربية ودولية الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن "استمرار الاقتحامات والاستفزازات اليومية في مدينة القدس، واستمرار استخفاف إسرائيل بالمشاعر الدينية الفلسطينية والعربية، سيكون له عواقب وخيمة".
وأكد أبو ردينة أنه سيتم اتخاذ الإجراءات المناسبة، واللجوء إلى قرارات هامة، وأن الواقع الحالي سيتغير وفق حركة التاريخ ولصالح فلسطين والأمة العربية.
وشدد على أن مواصلة إسرائيل لاعتداءاتها على المسجد الأقصى، وتجاهلها لكل الدعوات العربية والدولية لوقف هذا التصعيد، يستدعي تحركاً عربياً وإسلامياً ودولياً لهذه "الحرب الدينية التي فرضتها إسرائيل، والتي ستجر المنطقة إلى حروب لا تنتهي".
وأشار أبو ردينة إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أجرى سلسلة من الاتصالات، وبعث برسائل هامة لكافة الأطراف، مطالباً بمواقف مشتركة وجادة لحماية القدس والمقدسات قبل فوات الأوان.
من جانبه، اعتبر الناطق باسم حركة "حماس" سامي أبو زهري التصعيد الإسرائيلي في المسجد الأقصى بمثابة إعلان حرب.
وأضاف أبو زهري، في تصريح صحفي، "المجتمع الدولي عليه أن يتحرك لوقف الجريمة الإسرائيلية قبل انفجار الوضع بأكمله"، مؤكداً على أن الشعب الفلسطيني لن يسمح بتمرير المخطط الإسرائيلي.
وفي ذات السياق، قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، إن استمرار "الاعتداء على المسجد الأقصى وعلى المرابطين داخله وفي باحاته، يعتبر خطاً أحمر، سيقلب كل حساباتهم".
واعتبر الهندي، في تصريح صحفي، أن ما يحدث في المسجد الأقصى هو "نية مبيته عند الحكومة الإسرائيلية لفرض واقع جديد في المسجد الأقصى، وتقسيمه مكانيا بتخصيص أماكن خاصة لليهود في باحات الحرم".
ودعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لإعادة تشكيل القيادة الوطنية الموحدة في مدينة القدس، من أجل التصدي، لما وصفته، بالحرب الممنهجة التي تشنها إسرائيل على مدينة القدس، خاصة وأن "الأوضاع تنذر باندلاع انتفاضة عارمة، يجب أن يتوحد الجميع خلفها ويشارك فيها".
وأكدت الجبهة على أن الأحداث المتسارعة الخطيرة في مدينة القدس تتطلب إعادة الاعتبار للقيادة الوطنية الموحدة، التي يقع على عاتقها إدارة وتوجيه الحراك الجماهيري المقدسي وتعزيز صمود أهالي المدينة وتفعيل اللجان الشعبية في التصدي لإرهاب الاحتلال والمستوطنين، وذلك في ظل تقصير الجهات الرسمية الفلسطينية في تحمّل مسئولياتها إزاء ما يجري في القدس، وفي ظل حالة الصمت العربية والتواطؤ الدولي مع إسرائيل.
واعتبرت الجبهة أن ما تتعرض له المدينة المقدسة هي "حرب حقيقية ممنهجة"، وأشارت إلى أن إسرائيل بدأت بتنفيذ مخططاتها لتقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً.
من جانبه، طالب المجلس الوطني الفلسطيني بموقف عربي وإسلامي فعلي وحازم، لوقف "اعتداءات وانتهاكات القوات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى لليوم الثالث على التوالي".
وأكد المجلس الوطني، في بيان صحفي، أن "هذه الاعتداءات والاقتحامات الإرهابية والوحشية والاعتقالات والخراب الذي خلفته هذه الأعمال البربرية، لن يردعها ولن يوقفها إلا اتخاذ إجراءات وقرارات جديدة، فلسطينياً وعربياً وإسلامياً لحماية المسجد الأقصى، والابتعاد عن عبارات الاستنكار والتنديد التي لم تمنع الاحتلال من المضي قدما في مخططه بحق المسجد الأقصى المبارك، وتحدي مشاعر المسلمين وأحرار العالم".
وحذر المجلس من التداعيات الخطيرة على المنطقة بأكملها جراء الصمت على هذه الأفعال التي تنتهك كافة الأعراف والمواثيق وقرارات الشرعية الدولية، التي تعتبر، بدورها، الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية جزءاً أصيلاً من القدس، عاصمة الدولة الفلسطينية.