يتواصل الحوار الوطني بحضور قادة الكتل النيابية في مجلس النواب بالتزامن مع استمرار الحركات الاحتجاجية في الشارع هل من الممكن ان يحدث هذا الحوار صدمة ايجابية على الساحة اللبنانية؟ وما هي قرائتكم للاحتجاجات الشعبية؟
ما يسمى الحوار هو نتيجة من نتائج العطل البنيوي في النظام السياسي ومحاولة الأكثرية النيابية التي انتجت نفسها ومددت لنفسها خلافاً للقانون والدستور بعد أن عطلت المجلس الدستوري الذي من صلاحياتها النظر بدستورية القوانين، هذه الأكثرية المزورة تحاول مصادرة الإرادة الشعبية وهي التي منعت إنتاج قانون انتخابي جديد وعطلت المؤسسات الدستورية وتمنع إنتخاب رئيس وتمنع مجلس الوزراء من اتخاذ القرارات وتمنع اجتماع مجلس النواب.
هذا الحوار أتى من خارج المؤسسات الدستورية ولن يؤدي إلى شيء في ظل تعنت الأكثرية النيابية المرتبطة بالخارج هذا الخارج وضع فيتو على المرشح المسيحي الأقوى ميشال عون وبالتحديد هذا الخارج هو المملكة العربية السعودية
أما الحراك المدني فهو نتيجة شعارات ومطالب محقة ونتيجة النفايات والفساد المستشري في البلاد ويعبر عن إرادة شعبية ولا تستطيع القوى الطائفية أن تعارض مضمون شعاراته، وهناك فساد اّخر متعلق بسرقة صلاحيات المكون المسيحي في لبنان وسرقة الحقوق الدستورية للمسيحيين، وتيار المستقبل يقوم بسرقة حقوق المسيحيين فأصبح المسيحي عاجزاً أن ينوجد ضمن المؤسسات بصورة فاعلة.
قام رئيس الوزراء البريطاني بزيارة خاطفة إلى لبنان لتفقد أوضاع اللاجئين السوريين ، ومن المقرر أن الرئيس الفرنسي سيزور لبنان للغرض نفسه، هل باتت قضية اللاجئين السوريين تؤرق أوروبا إلى هذا الحد وما هي الرسالة التي يود الزعماء الغربيون إيصالها إلى لبنان ودول الجوار السوري؟
الأوروبيون يشاهدون منذ بدء الأحداث كيف أن اللاجئين يهربون إلى لبنان وتركيا وبقية الدول ولم تحرك أوروبا ساكناً بل بالعكس ساهمت في تفاقم الازمة السورية وفي تسليح المتمردين الذين أوجدوا البيئة الحاضنة للإرهاب، المفاجئ اليوم لماذا ظهرت قضية اللاجئين في اجاه أوروبا؟ هناك قوة تحركهم هناك إعلام يركز على القضية، وهناك إمكانية من تهيئة الأجواء لعملية عسكرية في سوريا أو لتبرير تدخلهم في سوريا، فكان رد الرئيس الروسي عبر الجهوزية الروسية المباشرة الأمر الذي فرمل الطموحات المتصهينة في القارة الأوروبية التي تهدف تحت عنوان الهجوم على داعش النيل من النظام.
أعتقد أن مسألة اللاجئين ستصبح الذريعة التي ستقوم أوروبا بإستدارة استراتيجية كبرى تمهيداً للإستدارة الأميركية الاستراتيجية الكبرى في التعاطي مع سوريا والعراق على قاعدة التحالف الكبير الذي إقترحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
كيف قرأتكم الدعم العسكري الروسي الأخير إلى سوريا؟ وهل برأيكم سيحدث فارقاً في الصراع القائم هناك؟
روسيا من القوى المعتدلة في المنطقة التي تحافظ على سيادة الدول وإستقلالها وتترك شعوب هذه الدول تقرر مصيرها بنفسها عبر الانتخاب لا عبر التدخلات الأجنبية والمشاريع الاستعمارية التي يحاول الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إعادة إحيائها. وموقف الرئيس بوتين مشرف نال تأييد الأكثرية اللبنانية الساحقة بشكل خاص والذين يتطلعون الى دور روسي متقدم.