الراعي الرسمي لداعش والقاعدة، رغم كل المزاعم التي ترددها الإدارة الأمريكية بهذا الخصوص. وقد خرج وزير الدفاع البريطاني ميشيل فالون بتصريح اليوم السبت للجارديان يؤكد فيه أن "غالبية الهجمات التي نفذتها القوات الروسية في سوريا لا تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، إنما استهدفت قتل المدنيين وقوات جيش سوريا الحر، المناهضة للرئيس السوري بشار الأسد." وقد ركزت أغلب وسائل الإعلام الغربي على هذا المعنى في التصريحات والتقارير التي خرجت منذ بدء الهجمات الروسية وحتى الآن.
كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد حصل في وقت سابق على موافقة البرلمان الروسي بالإجماع على إرسال قوات روسية إلى سوريا،طبقا لنصوص الدستور الروسي، لكن أكد الكرملين على أن التدخل سيقتصر على استخدام سلاح الجو الروسي ضد مواقع تنظيم الدولة الإسلامية، ولن يكون هناك أي تعامل للقوات البرية هناك. وقد نفذ سلاح الجو الروسي عدد من الهجمات على أهداف تنتمي لداعش على الأراضي السورية منذ صدور القرار.
واعتبر عدد من الخبراء أن الهجمات التي نفذها الطيران الروسي حتى الآن تتسم بالفعالية والدقة، على عكس الهجمات الأمريكية السابقة ضد التنظيم، تلك التي لم تحدث أي تغيير على المستويين الميداني والاستراتيجي، ولم تمثل أي نوع من التهديد لتنظيم الدولة الإسلامية الذي تنمو قدراته بشكل عجيب، رغم كل مزاعم الإعلام الغربي التي تؤكد حرص الحلف الأمريكي على القضاء على الإرهاب في سوريا.
ولم يكن غريبا هذا الارتباك الذي أصاب الإدارة الأمريكية عشية بدء هجمات سلاح الجو الروسي على مواقع الإرهابيين في سوريا، لأن كل الدلائل تشير إلى تأييد شعبي واسع للتدخل الروسي في سوريا، إضافة إلى التأييد الخفي والمعلن لعدد من قيادات العالم للتحرك الروسي الأخير.
ولا يخفى على أحد أن صعود دور روسيا في المنطقة كلاعب فاعل يحقق توازنا مفقودا في القوى على مدار عقود طويلة، من شأنه أيضا أن يهبط بأسهم الولايات المتحدة الأمريكية التي تتهاوى منذ فترة، إثر إدراك رجل الشارع لدور الولايات المتحدة والتحالف الدولي تحت قيادتها في زعزعة الأمن والإستقرار في منطقة الشرق الأوسط، ولعبه بالنار من خلال صنع الإرهاب ودعمه في الخفاء ومحاربته في العلن. ولم تكن وثيقة ويكيليكس التي صدرت مؤخرا وما حوتها تحمل أية مفاجآت على الإطلاق لرجل الشارع العربي، لأنه يدرك أن الولايات المتحدة ليست ملاكا حارسا للحرية والعدالة والديمقراطية، وأن حرية الشعوب لا تعنيها من قريب أو بعيد، إضافة إلى أنها لا تهتم لتدمير الآثار والمدن التاريخية وقتل الأبرياء، وأن داعش والنصرة والقاعدة يعملون تحت اشرافها وبتمويل مباشر منها ومن حلفائها.