الاعتماد الكبير على الهواتف الذكية من قبل جميع الأعمار وكافة المستويات، خلق حاجة ملحة لدى أصحاب المواقع إلى تطوير نسخ جديدة متوافقة مع هذه الهواتف، وتسهل الولوج إليها بسهولة في سبيل زياد الإقبال عليها وزيادة عدد المتصحفين.
وفي استطلاع أجراه "المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي"، أظهر أن 90.6% من الفلسطينيين الذين يبلغون من العمر 18 عاماً فما فوق، يحملون هواتف خلويّة، منهم 22% يحملون الهواتف الذكيّة.
ويقول خالد صافي، المتخصص في الإعلام الاجتماعي، لـ"سبوتنيك"، إن الفترة الحالية تشهد ثورة في استخدام الأجهزة الذكية والتحول من الإلكترونيات إلى اللوحيات، فيما يشبه "هجرة جماعية"، ما ينذر بتخلي كثير من الأجيال القادمة عن الأجهزة التقليدية.
وأشار صافي إلى أن الإقبال الكبير على استخدام الهواتف الذكية، يعزى إلى سهولة استخدامها وإمكانية التحرك بها وتوفير خدمة الاتصال بالإنترنت في الأماكن المختلفة، إضافة إلى شعور أصحابها بامتلاك أحدث التقنيات ومواكبة التطورات.
وأكد على ضرورة وجود "نسخة صديقة" من المواقع الإلكترونية للعرض على الأجهزة الذكية، مبيناً أن طريقة عرض المواضيع والأخبار والمنتجات لمستخدمي الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية مختلفة، وفي حال لم ينتبه لها أصحاب الموقع، سيجد الزائر نفسه في مكان معقد سرعان ما يهجره.
وأضاف، "من الملاحظ أن خدمة التطبيقات الخاصة بالمواقع الإلكترونية تزيد من إقبال الزوار على الموقع بشكل مطرد، لما يتمتع به التطبيق من استقلالية توفر خدمة وصول للمعلومة بشكل أسرع، وتكسب الموقع ميزة تنافسية بين المواقع الأخرى، في وقت يعزف كثير من المستخدمين عن استخدام المتصفح العادي لزيارة المواقع".
وعن النصائح التي يقدمها لزيادة الانتشار والوصول، نوّه صافي، إلى أن العالم بات يميل في هذه الفترة إلى الاختزال والقصص القصيرة، وتوفير الصور والمقاطع المرئية، إلى جانب المنشورات النصية ذات اللغة البسيطة، واستخدام كافة الأدوات والتقنية للوصول للجمهور، مؤكداً على ضرورة الابتعاد عن النمط الكلاسيكي، والاهتمام بالشكل العام والعناوين اللافتة وتوزيع الألوان والاهتمام بالفيديو، لما له من تأثير كبير على إقبال المستخدم.
هذا وقد كشفت دراسة أجرتها شركة "جوجل" أن انتشار الهواتف الذكية ساعد على تغيير طريقة تفاعل المستخدمين مع الفيديو؛ حيث تجاوزت نسبة مشاهدة الفيديو بشكل متسارع في الأعوام الأخيرة.
من جانبه، قال محمد أبو القمبز، المختص في التنمية المجتمعية والإعلام الاجتماعي، لـ"سبوتنيك"، إن الدراسات الأخيرة حول استخدام الهواتف الذكية، تُظهر ارتفاعا كبيرا في الإقبال على التصفح من خلالها، مشيراً إلى أن 54% من مستخدمي موقع "فيسبوك"، وما يزيد 65عن % من مستخدمي موقع "تويتر"، يعتمدون على الهواتف الذكية للتصفح.
ونوّه أبو القمبز إلى أن العديد من المواقع أصبحت تعمل على توجيه مضمونها إلى مستخدمي الهواتف الذكية، نظراً للارتفاع الكبير في عدد مستخدميها، مؤكداً على "ضرورة كون المواقع صديقة ومتوافقة مع الهواتف الذكية، من أجل الوصول إلى كمّ أكبر من المتصفحين وتحقيق نسب مشاهدة وزيارة عالية".
ولفت إلى أن التطبيقات التي تنتجها المواقع الإلكترونية على الهواتف الذكية، أصبحت تشكل العمود الفقري للمتابعين، نظراً لسهولة استخدامها وما توفره من سرعة، مشيراً إلى عدم القدرة عن الاستغناء عن أجهزة الكمبيوتر و"اللاب توب"، نظراً إلى أن كل هذه التكنولوجيا تعمل بشكل متكامل.
وشدد أبو القمبز على ضرورة تميّز المحتوى والعرض من قبل أصحاب المواقع الإلكترونية، للمنافسة في الفترة الحالية، إضافة إلى إتاحة الخصائص والميزات التي تسهل التصفح وخاصة لأصحاب الهواتف الذكية.
ويصف مستخدمو الهواتف الذكية الثورة الإلكترونية الحاصلة واستخداماتهم اليومية للتصفح والمراسلة والاستطلاع، بأن "العالم أصبح في الجيب".
ويقول رمضان الآغا لـ"سبوتنيك"، إنه بات يعتمد بشكل كلي على استخدامه للهاتف الذكي في الدخول إلى الإنترنت والتصفح والمشاهدة، وحتى في إنجاز الكثير من الأعمال المصرفية والمكتبية.
وأوضح الآغا، أن عائلته المكونة من خمس أفراد جمعيهم يمتلكون هواتف ذكية يستخدمونها بمعدل يفوق الثماني ساعات يومياً، مؤكداً أنها سهلة التعامل وأخف في الوزن عن الأجهزة الأخرى، كذلك يمكن التنقل فيها بسهولة والبقاء ضمن نطاق الفضاء الإلكتروني دون الانقطاع.
وأعرب بدوره عن صعوبة تخيل العالم الحالي بدون هذه الأجهزة، لافتاً إلى أن "العالم أصبح مهووساً بالإنترنت بما يشبه الإدمان، ولا يمكن الانقطاع عنه ولو لساعات قليلة، لذلك فإن الهواتف الذكية جاءت لترضي هذا الشغف والإقبال الكبير".
وفي ذات السياق، أكد إبراهيم غنيم، أحد الفنانين في قطاع غزة، لـ"سبوتنيك"، أنه يحاول قدر المستطاع أن تكون رسالته خفيفة وذكية للوصول إلى أكبر عدد من المستخدمين، خاصة أصحاب الهواتف الذكية الذين يشكلون نسبة عالية جداً من مستخدمي الإنترنت.
وبالحديث عن تجربته، قال غنيم، "عملت على توفير موقع خاص لعرض مقاطع الراب التي أقدمها، وأول ما قمت بالاهتمام به، هو أن يكون هذا الموقع صديق للهواتف الذكية وعملت على ربطه بمواقع التواصل الاجتماعي، لأحقق أعلى نسب مشاهدة".
وأضاف، "أصبح التسويق في العالم يعتمد بشكل كبير على الفضاء الإلكتروني، حيث أن الكثير من المعلنين أو أصحاب المواقع يكثفون جهودهم للعمل والوصول ضمن نطاق الإنترنت، لأنهم وصلوا إلى قناعة أن هذا الفضاء هو الأكثر جذباً للمستهلكين أو القراء أو المشاهدين، مهما كانت السلعة أو الخدمة التي يقدمها".