وأشار ماثيوس في مقال نشرته صحيفة "سبكتاتور" البريطانية، إلى أن استطلاع للرأي أُجري مؤخرا في نيويورك، رأت نسبة 96 ٪ من المشاركين أن بوتين أقوى حُجّة من أوباما، أما في بريطانيا، وحتى الصقور أمثال السير "ماكس هاتينجز" بات يتحدث عن إمكانية مساعدة روسيا في إنزال الهزيمة بتنظيم داعش.
وأضاف الكاتب أن الأهم من ذلك كله أن بوتين خطف الأضواء في الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المنصرم بخطاب ناري أدان فيها المشروع الذي تدعمه أمريكا بخصوص الديمقراطية في الشرق الأوسط.
وأوضح أن بوتين قال موجهاً حديثه إلى البيت الأبيض "إن الربيع العربي تكشّف عن كارثة، وإن الدول الغربية التي شجعت القوى المتعطشة إلى الديمقراطية في العالم العربي على الثورة ضد أنظمة قديمة فاسدة إنما فتحت "صندوق باندورا"، فخرجت منه كافة الشرور، وبدلا من الفوز بالديمقراطية والتقدم، ظهر العنف والفقر وغيرها من الكوارث الاجتماعية، ولم يعد أحد يأبه بحقوق الإنسان، بما في ذلك حق الحياة، لا يسعني إلا أن أسأل هؤلاء الذين دفعوا إلى تفجر هذا الوضع: "هل تدركون حقيقة ما فعلتم؟".
ويرى الكاتب البريطاني أن الحزْم الذي بدا عليه بوتين إزاء سوريا، يعود إلى معرفته مَن هم حلفاؤه ومَن هم أعداؤه، منوهاً إلى أن واشنطن لا تزال تشهد حديثا عن أوهام تتعلق بجيش سوري معارض جديد متكامل وغير طائفي ولا يمارس السياسة يتم دفعه لمواجهة كل من الأسد والجهاديين على السواء صوب تشكيل حكومة ائتلافية تضم جميع الأطياف.
وتابع، أما في لندن فقد أعلن ديفيد كاميرون هذا الأسبوع عن رغبته في خروج الأسد من المشهد السوري لأنه لم يعد مقبولا من كافة السوريين، موضحاً أن كاميرون يتحدث كما لو كانت إمكانية تداول السلطة سلميا في سوريا أمرا ممكنا.
وأكد ماثيوس أن حديث الغرب عن الاستراتيجيات كان أمرا ممكنا عام 2001، لكن بات من الصعب الآن قبول مثل هذا الحديث بعد الانهيار الكامل للقوات المحلية التي دربتها أمريكا في كل من أفغانستان والعراق وليبيا.
وأكد ماثيوس أنه وبعد أيام من الغارات الروسية، بات مؤكدا للجميع أن الروس يعرفون أهدافهم جيداً.