ومن الأمور الملفتة حقا أن روسيا قررت الاستعانة بخبير غير روسي في قيادة هذا المشروع الطموح. من "مكة التكنولوجيا" في أوروبا، حيث جاء رئيس سكولكوفا كونور لينيهان من دبلن، الذي شغل منصب وزير العلوم والتكنولوجيا في الحكومة الأيرلندية في وقت سابق.
وأنا أتابع هذا الصرح العظيم، خطر ببالي سيرة العبقري ستيف جوبز، الذي غادر عالمنا منذ عدة سنوات، وتحديدا في 5 أكتوبر/تشرين الأول 2011. وقد أسس ستيف شركة آبل التي قدمت للعالم آبل ماكينتوش (ماك)، أيفون، آي بود، آي باد. عُرف عنه القسوة والاتزام الشديد والإبداع المتدفق. ألهم الكثير من مبدعي التكولوجيا على مستوى العالم بأسلوبه المختلف وتفكيره الابتكاري المتميز. وقد كانت سيرته الذاتية من أكثر الكتب التي انتشرت على الإنترنت إلى جانب الكتاب المقدس. وأثبت جوبز أن الموهبة ليست بحاجة إلى تعليم، لأنه لم يحصل على مؤهل جامعي. أراه حاضرا في هذا الصرح الذي يبدو أنه ممر روسيا إلى المستقبل من خلال الاستثمار في أفكار رواد الأعمال الروس والأجانب. إنه ذلك الجسر الذي ستعبر عليه روسيا إلى الغد من الباب الكبير.
وكما أكد المسؤولون عن المركز، إن مشروع سكولكوفو يهدف إلى خلق جيل جديد من المبتكرين ورواد الأعمال. وقد سعى المركز منذ بدايته إلى جذب الاستثمارات مع أفضل المواهب في العالم للمساهمة في تقديم أفكار جديدة ومبتكرة للعالم. وقد نجح بالفعل في ذلك، حيث تجد بين المستثمرين في المشروع شركات عالمية عملاقة مثل سيمينز، سامسونغ، إنتيل، سيسكو، بوينغ، نوكيا، إضافة إلى رواد أعمال من كل أنحاء العالم. وقد صرح رئيس سكولكوفو لينيهان أن المركز قادر على جذب المواهب المتميزة من جميع أنحاء العالم، حيث هناك العديد من المزايا التي يملكها المركز، منها على سبيل المثال لا الحصر، أن الموقع والتصميم الرائع للمكان، إلى جانب توافر العديد من الأبحاث ذات الاختصاصات المختلفة، مع وجود بيئة عمل إيجابية تستوعب الاختلاف وتشجع التنافس نحو التفوق. ثم أكد على نقطة هامة تسعى إليها روسيا الحديثة وهي محاولة استعادة العقول الروسية والمواهب التي هاجرت، حيث يعتبر مركز سكولكوفا مدينة ابتكارات عالمية بطعم روسي. هل نرى ستيف جوبز الروسي في المستقبل القريب، ليس أمرا مستبعدا على أية حال.