https://sarabic.ae/20151014/1015961766.html
شاهد تكرار الفشل الأمريكي باقتدار
شاهد تكرار الفشل الأمريكي باقتدار
سبوتنيك عربي
في مقولة شهيرة للعبقري ألبرت أينشتاين ذكر أن الإنسان لا يجب أن ينتظر نتيجة مختلفة إذا كرر نفس المقدمات. 14.10.2015, سبوتنيك عربي
2015-10-14T10:10+0000
2015-10-14T10:10+0000
2015-10-14T10:33+0000
https://cdn.img.sarabic.ae/img/101596/16/1015961670_0:23:5782:3292_1920x0_80_0_0_754c025db5d8d80381df67bb635c94ec.jpg
الولايات المتحدة الأمريكية
أخبار أفغانستان اليوم
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2015
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/101596/16/1015961670_259:0:5497:3292_1920x0_80_0_0_7677bcb8bda51766c03700196aa712f4.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
آراء, تعليقات, الولايات المتحدة الأمريكية, أخبار أفغانستان اليوم, باراك أوباما, جورج بوش الابن
آراء, تعليقات, الولايات المتحدة الأمريكية, أخبار أفغانستان اليوم, باراك أوباما, جورج بوش الابن
شاهد تكرار الفشل الأمريكي باقتدار
10:10 GMT 14.10.2015 (تم التحديث: 10:33 GMT 14.10.2015) في مقولة شهيرة للعبقري ألبرت أينشتاين ذكر أن الإنسان لا يجب أن ينتظر نتيجة مختلفة إذا كرر نفس المقدمات.
وقد تجسدت هذه المقولة من خلال سياسات الولايات المتحدة الأمريكية خلال العقد الأخير، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، ولا يخفى على أحد دور أمريكا في قيادة منطقة الشرق الأوسط نحو الهاوية، من خلال سياسات أقل ما توصف به أنها كارثية. ولا يزال الفشل الأمريكي حاضرا في أفغانستان. الأمر قائم بالأساس على فكرة أساسية، وهي أن الولايات المتحدة صانعة الإرهاب الأولى في العالم. ففي محاولتها إفشال الوجود السوفيتي في أفغانستان، جندت أمريكا آلافا من شباب المسلمين لمحاربة الشيوعية. وهكذا ولدت "القاعدة" و"طالبان". ورغم أن العديد من الخبراء والمراقبين في الولايات المتحدة وأوروبا حذروا من مغبة دعم الولايات المتحدة للإرهابيين في أفغانستان، لأن ذلك سيجعل من المنطقة مسرحا لتأهيل الإرهابيين، الذين سوف يتحولون إلى عدو حقيقي بعد ذلك، ليس للغرب وحده، بل للعالم أجمع، مع الأخذ في الاعتبار أن اعتيادهم على امتلاك المال والسلاح وأجواء الحرب سيجعل منهم قوة ساخنة دائمة التهديد، ويجعلهم عرضه للاستغلال من أي قوة إقليمية أو عالمية متطرفة ذات أغراض هدامة.
والغريب حقا أن الولايات المتحدة تعود لتصف هذه الجماعات بالإرهابية وتكبد العالم مواجهات هو في غنى عنها، وتوجه المليارات نحو حرب كان من الممكن تجنبها، وتوجيه هذه الأموال والتكاليف نحو القضاء على الفقر والجهل والمرض في العالم. وقد أشار الخبراء إلى حقيقة هامة مفادها أن الفشل الأمريكي في أفغانستان خطير للغاية لأن التركيبة العرقية الموجودة في أفغانستان قائمة على البشتون في غالبها، الذين يشكلون حركة طالبان. وحركة طالبان لا تقتصر على أفغانستان فقط، إنما متواجدة في باكستان، دولة الجوار المسلمة. وتنظيم القاعدة كذلك له تواجد في دول أخرى. ولا يشير هذا إلى فشل سياسة الولايات المتحدة تحت رئاسة بوش فقط، إنما استكمل أوباما مسلسل الفشل. ولا يجد المتابع للسياسة الأمريكية على مدار العقد الأخير إلا أن يلاحظ تكرار نفس الأخطاء، بصرف النظر عن المكان، فالولايات المتحدة تكرر الأخطاء عينها في العراق بنفس النهج، ولم تحقق أية نجاحات على أي صعيد، ولم يحصد العالم سوى القلق والخسارة، وفي كل خطوة تخطوها الولايات المتحدة أو تدخل في قضيىة ما تصعد وتيرة التوتر، ونبتعد عن إرساء قواعد السلام الذي يرجوه العالم، وتدعي أمريكا ومن وراؤها الغرب أنهم يسعون لتحقيقه.
لم تكن المغامرة الأمريكية في العراق أفضل من مثيلتها في أفغانستان، فقد غزت الولايات المتحدة العراق تحت دعاوى امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل، وهو الادعاء الذي ثبت كذبه بعد ذلك. جاء الغزو خلال فترة سيطرة الجناح اليميني على الإدارة الأمريكية، وهو الذي سعى إلى تحقيق سيطرة مطلقة للولايات المتحدة علىى مقدرات العالم، وتشكيل كيان إمبريالي قوي متحالف مع الرأسمالية العالمية ومتوافق مع أهدافها. وقد بدأت هذه النزعة في الظهور بقوة على السطح في فترة التسعينيات التي شهدت بزوغ نجم لاعبي العولمة الكبار من الشركات المتعددة الجنسيات، ليندمج الاثنان في كيان واحد ذو أهداف مشتركة. خرج هذا الوحش على العالم بأسلحته وجيوشه لتحقيق مصالحه، دون النظر إلى ما سيجنيه العالم من خراب جراء هذا الطموح الجارف المغلف بجشع رهيب. ولم يكن غزو العراق سوى إحدى خطوات هذه الخطة المحكمة التي تبناها هذا الكيان الجديد.
وقد كشفت مرحلة ما بعد غزو العراق فشلا ذريعا للولايات المتحدة التي أحضرت الجن ووقفت عاجزة عن صرفه، في موقف يذكرنا بفشلها في الصومال ومن قبلها فيتنام. وذهبت الوعود الأمريكية بحياة أفضل للمواطن العراقي، وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة بعد زوال نظام صدام حسين الديكتاتوري الإرهابي أدراج الرياح. ما حدث في العراق كان ترجيديا بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فالولايات المتحدة التي جاءت لإنقاذ السلام العالمي بالقضاء على أسلحة الدمار العراقية وإنقاذ الشعب العراقي من الدكتاتور، وصل عدد مقاوميها إلى 20 ألفا عام 2004، فماذا يعني هذا؟ وتفتق ذهن الغرب عن صنع وحش جديد أطلقوه في العراق اسمه "داعش"، ثم يدعون اليوم أنهم يحاربونه. الوضع في العراق يزداد سوءا يوما بعد آخر، ولا أعتقد أنه سيتحسن طالما واصلت الولايات المتحدة اتباع نفس النهج الذي لم يأت بخير في السابق. واذا أرادت الولايات المتحدة فعلا تحقيق نتائج مختلفة عليها الاستماع جيدا إلى قول أينشتاين، أو انتظار من يأتي لإنقاذ الوضع ونزع فتيل الكوارث المتلاحقة، ويبدو أن هذه الشروط متوافرة اليوم في روسيا، وما يحدث في سوريا ليس إلا دليلا قاطعا على حاجة العالم لقوة تحفظ له توازنه.
(المقالة تعبر عن رأي صاحبها)